عند الحديث عن مرض السكري والصيام فإن بعض المرضى يجد أن الصيام يشكل معضلة بالنسبة لهم، بينما يجد البعض الآخر أنها فرصة للعودة إلى الطريق الصحيح، والتخلص من العادات الغذائية السيئة، ولتفادي مضاعفات هذا المرض في رمضان فإن هناك شروطاً وقواعد على المريض العمل بها خلال الإمساك والإفطار في رمضان. أولاً: ارتفاع السكر بالدم، ومن أسباب الارتفاع في شهر رمضان هو عدم مراجعة الطبيب قبل حلول شهر الصيام بهدف مناقشة إمكانية الصيام من عدمه وضبط العلاج عند الحاجة، وعدم الالتزام بتناول الأكل الصحي، وذلك بتناول الوجبات الرمضانية الغنية بالدهون والسكريات، مثل اللقيمات والسمبوسة وتناول المشروبات الغنية بالسكر، لذلك يُنصح بمراجعة اختصاصي التغذية كجزء من التحضير للصيام من أجل مراجعة الخطة الغذائية ومناقشة البدائل الغذائية ومقدار الحصص وطرق الطهي الصحي، ومن الأسباب الأخرى لارتفاع نسبة السكر بالدم هو تغير مستوى النشاط البدني والميل إلى الخمول والكسل والنوم خصوصاً بعد تناول وجبة الإفطار، لذلك يُنصح بممارسة رياضة المشي الخفيف إلى المتوسط بعد أداء صلاة التراويح أو أي وقت أثناء فترة الإفطار، وعند الرغبة بالاستمرار في أداء البرامج الرياضية الخاصة في نهار رمضان أو خلال فترة الإفطار، فيجب على المصاب بالسكري مناقشة هذه الخطة مع الطبيب، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يُنصح بممارسة الرياضة أو حتى الاستمرار بالصيام إذا كان مستوى السكر بالدم أعلى من 250 ملغم/ ديسيليتر، ومن المهم الإشارة إلى أن هناك أسباباً أخرى قد تسبب ارتفاعاً بسكر الدم مثل الإصابة بأي مرض عارض أو التعرض للضغوط النفسية، أخيراً، عند حدوث ارتفاع في نسبة السكر بالدم فإنه يُنصح بعدم الاستمرار بالصيام وشرب الماء لتجنب الجفاف وأخذ قسط من الراحة، كما يجب - عند زيارة الطبيب في أثناء التحضير للصيام - الاتفاق على طرق تصحيح ارتفاع السكر عند حدوثه، والوقاية باتباع التعليمات السابقة خير من العلاج. ثانياً: انخفاض السكر في الدم وهو انخفاض مستوى السكر في الدم عن 70 ملغم/ ديسيليتر أو عند الشعور بأعراض الانخفاض مثل التعرق، والجوع، والقلق، والعصبية، والدوار، والصداع، والتعب والإرهاق، وعدم وضوح الرؤية أو تسارع دقات القلب، وفي حال الشعور بهذه الأعراض أو بعضها، فيجب على المصاب بالسكري علاجه بشكل سريع سواء أثناء الصيام أو خلال فترة الإفطار، وذلك عن طريق أخذ نصف كأس من العصير المحلى أو 3 ملاعق سكر مذابة في كأس من الماء، أو ملعقة من العسل، ومن ثم يجب تناول وجبة صحية بعد التحكم السريع بالسكر للحفاظ على المستوى الطبيعي مثل خبز بُر مع قطعة جبن قليل الدسم مع كوب حليب أو زبادي. من أهم أسباب انخفاض السكر بالدم خلال شهر رمضان، عدم ضبط العلاج قبل حلول الشهر الكريم مع الطبيب، وعدم تناول الوجباب بانتظام إذ يجب تناول وجبتي الفطور والسحور، وتناول وجبة كذلك عند أو قبل حلول منتصف الليل، كما أن عدم أخذ الاحتياطات اللازمة قبل ممارسة النشاط البدني قد تؤدي إلى انخفاض السكر بالدم، مثل صلاة التراويح، أو العمل أو ممارسة الرياضة. أخيراً، عمل تحاليل السكر بالدم خلال نهار رمضان أو خلال فترة الصيام تُعتبر من أساسيات الوقاية والعلاج، لذلك يُنصح بعمل التحالي في كل من الأوقات التالية: قبل تناول وجبتي الإفطار والسحور، وبعد تناول وجبتي الإفطار والسحور بساعتين، وعند منتصف نهار رمضان (الساعة الثانية ظهراً). * قسم التثقيف الصحي Your browser does not support the video tag.