شهر رمضان من أعظم الشعائر الدينية وإن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله بالصيام، وهنا تبرز أسئلة كثيرة تخص هذه الشعيرة ومنها صيام رمضان للمرأة الحامل وخصوصا المصابة بسكري الحمل، ومرض السكري أثناء الحمل له قسمان: القسم الأول هو سكري النوع الأول أو الثاني وتكون المرأة مصابة به قبل الحمل أو مع بداية الحمل في الأسابيع الأولى وسببه نقص في إفراز الأنسولين الكافي لحرق السكر الزائد ويستمر مع المرأة بعد الولادة. والقسم الثاني هو ما يعرف بالسكري المصاحب للحمل أو (سكري الحمل) لارتباط الإصابة بفترة الحمل فقط ويتم تشخيصه من منتصف الشهر الخامس وما بعد ثم اختفاؤه بعد الولادة وسببه عدم استجابة الخلايا للأنسولين بسبب ارتفاع الهرمون المصاحب للحمل. وننصح الحامل المصابة بالسكري والتي ترغب في صيام رمضان باستشارة الطبيب المعالج الذي يملك الخبرة الطبية في مرض السكري ولديه معرفة بالأحكام الشرعية في الصيام. وتعتمد مقدرة المرأة الحامل والمصابة بالسكري على الصيام على العوامل الآتية: في أي مرحلة من الحمل، ونوع داء السكري، نوع العلاج، عدد جرعات العلاج، درجة التحكم بالسكر، وجود مضاعفات أو أمراض مصاحبة، حالة الجنين الصحية، وتاريخ المرأة المرضي كوجود ولادات مبكرة سابقة. وبالتالي فئات الحوامل اللاتي يستطعن الصيام (إن رغبن في ذلك) كالتالي: * سكري الحمل الذي شخص أثناء الحمل وتم التحكم فيه بالحمية الغذائية والرياضة. * الحوامل اللاتي تم التحكم في السكر لديهن بجرعتين أو أقل من الأدوية سواء أنسولين أو حبوب. * الحوامل اللاتي يتمتعن بصحة عامة جيدة وتمكنَّ من التحكم في السكر بشكل جيد. * الحوامل اللاتي لا يعاني الجنين لديهن من مشاكل صحية (مثل قصور في النمو أو قلة السائل الامنيوسي حول الجنين). وبصورة عامة ينصح بالامتناع عن الصيام عند: * الحوامل المصابات بالسكري ويعالجن بثلاث جرعات أو أكثر من الأنسولين أو الحبوب. * المصابات بالسكري الهش وهو السكري الذي يصعب التحكم فيه وتتفاوت فيه مستويات السكر بشكل كبير بين ارتفاع وهبوط سريعين بحيث يصعب توقع مستوى السكر في الدم. * الحوامل اللاتي لديهن مشاكل صحية مصاحبة للسكري (كأمراض القلب أو الكبد او الكلى). * الحوامل المعرضات للإصابة بالحموضة الكيتونية أو لدى الجنين مشاكل صحية. * الحوامل اللاتي يعنين من غثيان واستفراغ لأنهن اكثر عرضة للجفاف وهبوط سكري الدم. ومن مضاعفات الصيام على الحامل المصابة بالسكري وتستخدم أدوية للتحكم في السكري ما يلي: * هبوط مستويات السكر ويكون قياس السكر فيها أقل من 60 مغم / ديسليتر وأعراضها: الرعشة أو الرجفة، وجوع شديد مفاجئ، صداع حاد، دوخة مع تعب وإرهاق، عرق غزير، زغللة في البصر، خفقان في القلب، ضربات القلب متسارعة، عدم القدرة على التركيز، تغير حاد في المزاج والسلوك، وغيبوبة أو فقدان للوعي، إذا أحست الحامل بأي من هذه الأعراض أثناء الصيام فعليها قطع صيامها مباشرة والإفطار وعلاج هبوط السكر بتناول 3-5 قطع من الحلوى، شرب كأس من العصير مثل برتقال، تفاح ,مانجو، تناول2 ملعقة عسل، يتم بعدها تناول وجبة خفيفة. * ارتفاع سكر الدم، وتكون الأعراض بولًا متكررًا، وعطشًا شديدًا، وشعورًا بالتعب والإعياء، ويجب في هذه الحالة قياس سكر الدم ولابد من استشارة الطبيب المعالج في كلتا الحالتين. نصائح للمرأة الحامل المصابة بالسكري والتي ترغب بصيام رمضان : أولا:إتباع نظام غذائي متزن والمحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية حسب المحدد من قبل أخصائي التغذية، تقسيم كمية الطعام المحددة يوميا إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين حوالي منتصف الليل، ويفضل تأخير وجبة السحور قدر المستطاع حتى نقلل من فتره الامتناع عن الطعام، عدم الإكثار من تناول المشروبات والمأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكريات والدهون. ثانياً: مراقبة مستوى السكر في الدم و ذلك عن طريق قياس مستوى السكر بالدم أربع مرات يوميا (قبل الإفطار وبعد كل وجبة بساعتين أو قبل كل وجبة وبعد كل وجبة بساعتين) قد نضطر لهذه الطريقة إذا كان هناك صعوبة في التحكم بمستوى السكر بالدم، الحد الطبيعي للسكر بالدم إذا كانت السيدة صائمة أقل من 105 مغم/ ديسليتر، وبعد ساعتين من تناول الطعام أقل من 130ملغم / ديسليتر. ثالثا: ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط بدني، لا ينصح بالقيام بمجهود بدني شاق في الساعات الأخيرة من الصيام خوفا من انخفاض سكر الدم، ويمكن ممارسة الأنشطة البدنية مثل المشي بعد الإفطار بساعتين وتناول 8 كؤوس من الماء يومياً على الأقل لأن رمضان هذه السنة يأتي في موسم صيفي حار مع طول مدة الصيام. رابعاً: من الممكن أداء صلاة التراويح مع وجود فترة راحة بين الصلوات، الصلاة في مكان بارد، الصلاة في وضع الجلوس، تجنب الأماكن المزدحمة. خامسا: أخذ الأدوية في أوقاتها والانتظام عليها، فمثلا جرعة الأنسولين إن كانت واحدة يوميا فتؤخذ قبل الإفطار وإن كانت جرعتي انسولين يتم تناول الجرعة الصباحية المعتادة قبل الإفطار وقت المغرب، وتناول نصف الجرعة المسائية المعتادة قبل السحور، وكذلك مع حبوب تخفيض أو تنظيم السكر تؤخذ جرعة الصباح المعتادة بعد آذان المغرب والثانية بعد السحور مباشرة مع التنبيه أن قرار تخفيض الجرعة يعود للطبيب المعالج. وفي النهاية قرار الصيام من عدمه يعود أولا واخيرا للطبيب المشرف على الرعاية الصحية للمرأة. *قسم الغدد الصماء