قدمت الحلقتان الأوليان من كل مسلسل سعودي إشارات مهمة للمستوى العام للمنافسة الدرامية المحلية هذا العام، وفي الوقت الذي يغرد فيه مسلسل "العاصوف" للفنان ناصر القصبي خارج السرب باعتباره مسلسلاً درامياً متصل الحلقات، إلا أنه حصد ثناءً أكبر نسبياً من بقية المسلسلات التي تسبح في إطار كوميدي منفصل الحلقات. مسلسل "شير شات" الذي تبثه قناة SBC أعلن عن نفسه أفضل الأعمال الكوميدية حتى الآن، ورغم أنه خلا من الجديد على مستوى الأفكار والشخصيات إلا أن محاولته معالجة الموقف الكوميدي بطريقة مختلفة، تمنحه نقطة تفوق، وإن كان في النهاية أقل من المتوقع والمأمول من ممثلين بحجم حسن عسيري وفايز المالكي وراشد الشمراني. أما مسلسل "بدون فلتر" للفنان عبدالله السدحان فقد أظهرت الحلقتان الأوليان منه رغبة جادة من الفنان القدير للعودة إلى سابق عهده، على مستوى الصورة والسيناريو والشخصيات، لكن حضوره بشكل عام لم يكن بمستوى التوقع، ربما لأن الشكل العام للحلقتين لا يحمل جديداً، ويذكر دائماً بحلقات "طاش" القديمة. في حين أخفق مسلسل "عوض أباً عن جد" في إطلالته الأولى، وهو وإن امتلك طاقماً مكوناً من أسعد الزهراني وحبيب الحبيب وعبدالمحسن الشمري، وكاتباً بمستوى خلف الحربي، ومخرجاً بحجم أوس الشرقي، إلا أن الكوميديا فيه ظهرت مبتذلة، والإيقاع رتيب، وأعطى إشارة إلى أنه ليس البديل المناسب لمسلسل مثل "سيلفي". المسلسل السعودي الخامس في شهر رمضان هو "شباب البومب" للفنان فيصل العيسى، والذي يُبث موسمه السابع على شاشة روتانا خليجية، وقد أظهرت أول حلقتين أن القائمين على العمل لم يحسموا بعد هوية عملهم، فهل هو موجّه للأطفال أم للفئات الأكبر؟. فالمسلسل بطابعه الحالي ليس مناسباً للأطفال من حيث أفكاره، ولا أسلوب تصويره وسرده مناسب للكبار، وحالة البين بين هذه هي سبب الحملات الاجتماعية الرافضة للعمل التي تهبّ بين الفترة والأخرى. الإطلالة الأولى للدراما المحلية في شهر رمضان المبارك تضع "العاصوف" بحكايته التاريخية أولاً بجدارة، ثم يأتي "شير شات" في المرتبة الثانية، ويليه "بدون فلتر". أما "عوض أباً عن جد" و"شباب البومب" فهما خارج المنافسة لسوئهما المبدئي. "عوض أباً عن جد" أخفق في أولى حلقاته Your browser does not support the video tag.