الاقتصاد عصب الحياة.. مقولة باتت شبه حقيقة، لكن الواقع أن الاقتصاد غدا قلب الحياة والسياسة معاً.. توقفه يعني موتاً مباشراً لمكون سياسي.. لننظر إلى المشهد الأميركي والرئيس ترمب، الذي أعاد ترتيب علاقاته مع دول العالم وفق مصالح بلاده الاقتصادية.. التي أفضت إلى حالة سياسية مختلفة محكومة بالمصالح المشتركة. حكومة ملالي إيران التي عاثت في الأرض فساداً وإفساداً.. لن تنكفئ بالحوار لأنه نظام يعشق المراوغة، ولن تنكفئ بالتهديد لأنه نظام اعتاد على التسويف.. لكنه بالتأكيد يفهم جيداً لغة الاقتصاد، والمال الذي حوله إلى خراب و - احتلال أربع عواصم عربية - بدل أن يضخها في تنمية بلاده، ورفع مستوى شعبه الذي يرزح أكثر من نصفه تحت خط الفقر.. لن يكتب للمنطقة الهدوء والعيش بأمان دون قطع لرأس الأفعى التي تبث سمومها في دول المنطقة، ولن يكون ذلك بحرب شاملة - رغم إمكانية حدوث ذلك - ولكن القطع يكون بلغة الأرقام التي تضع العناوين في كل مكونات الاقتصاد. أول من أمس بدأت بوادر خسارة النظام الإيراني الاقتصادية تظهر سريعاً بعد إعلان شركة (جيه.إكس.تي.جي هولدنغ) التي تعتبر أكبر شركة لتكرير النفط في اليابان وتشتري 5 % من نفطها.. أنها ستحول وجهتها إلى موردين آخرين في الشرق الأوسط؛ لتغطية الطلب على النفط الخام، وذات الأمر ينطبق على شركات إيرباص، وبوينغ.. جميعها باشرت ترتيب إنهاء العلاقة مع إيران. إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لن يحد من طموح هذا النظام المارق.. بل يزيد الضغوط على الشعب الإيراني الذي يتوزع في مناطقه بين الفقر، والقهر، والاضطهاد، ومسخ الهوية. Your browser does not support the video tag.