أستغرب ما يدور من حوارات في بعض البرامج الرياضة من همز ولمز ومعلومات مغلوطة في التاريخ، وحجب ما لا ترغب وإظهار ما تحب، وتضليل الجماهير بصنع الإثارة المصطنعة المكذوبة، ومعظم البرامج بلا هدف ولا رؤية محددة، ومعظمها منذ بداية البث حتى نهايتها لا نرى فيها أياً من أسس الحوار البناء الهادف والداعم ل"رؤية 2030"، من خلال الاقتراحات والأفكار وطرح المشكلات ومعالجتها، ووضع الحلول المقترحة المستقبلية لها، وإيضاح مكامن الخلل في الرياضة، وتغيير ما هو سلبي وتعزيز ما هو إيجابي. الحوارات في البرامج تحمل عناوين أقل ما يقال عنها أنها حديث استراحات وليست حديثا تلفزيونيا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يتحدثون عن مباريات أقيمت قبل 60 عاما أو أكثر، وعن حكم كان المتسبب في خسارة فريق، والتشكيك في ذمم الأشخاص ونواياهم، وأكاذيب ابتدعوها في بعض الصفقات والعقود، وتصنيفهم لبعض المصطلحات الرياضية مثل "أسطورة" حسب أهوائهم، ويصفون بها من يحبون، ويجردون عنها من لا يريدون، أصبح شغلهم الشاغل موضوعات محددة لا تقدم ولا تؤخر واستهلكت كثيراً، ولم ينشغلوا بما يريده المشاهد، وما هو مطروح على الساحة من أمور والحلول لمعالجة بعض المشكلات، ابتدعوا جوائز وهمية، ونسبوا بطولات غير حقيقية لأنديتهم ولاعبيهم من دون حياد ومصداقية، اتهامات ضد الحكام والمسؤولين من دون دليل أو برهان، ويتلونون كل ساعة بلون، ومع من غلب نجدهم يتغنون. الإثارة مطلوبة في الرياضة، وتحديداً في كرة القدم، وهي ملح التنافس الشريف بشرط أن تكون في إطار الحقيقة لا المصطنعة، فالإثارة التي تُطبخ في بداية أمرها بكذبة اتفقوا عليها عبر جروبات "الواتس آب" وطرحوها من خلال البرامج مجالس الاستراحات، ومن ثم دعموها بأسماء مستخدمة في "تويتر"، وهدفهم إبعاد مشجعي أنديتهم عما هم عليه من ضعف في تحقيق البطولات، ودعونا نتساءل: ماذا استفاد المشاهد العادي من هذه البرامج؟ وماذا قدمت لتطوير الرياضة السعودية؟ بعض البرامج أججت الفتن والتعصب الرياضي بين الجماهير مختلفي الميول، وبالذات صغار السن، وشاهد الجميع ذلك عملياً أمامهم من ضيوف بعض البرامج، الذين افتقدوا قواعد الحوار الصحيح الناجح، فقط لأنهم لا يحبونه لإنجازاته وبطولاته يهاجمونه، متناقضين في عدة مصطلحات ومفاهيم كثيرة، ومنها مفهوم الوطنية، نجدهم أحياناً يشجعون ناديا أو منتخبا غير سعودي، وقد يكون معاديا لآخر سعودي، أو أن قائمة المنتخب تضم أكبر عدد من لاعبي النادي غير المفضل لديهم، ومع الأسف فإنهم يتفاخرون بإنجازات غيرهم ضد أندية سعودية، وعندما تقف الوطنية مع أنديتهم يتغير المفهوم والمصطلح الوطني. أخيراً؛ برامجنا التلفزيونية يجب أن تُعد بشكل أفضل وبطرق أخرى، على أن تكون هادفة وبناءة، تخدم مستقبلنا الرياضي بدماء شابة مواكبة للتطور، تقدم إعلاماً رياضياً راقياً يليق بما تسعى له هيئة الرياضة. Your browser does not support the video tag.