يقين عالمي بأن من يختبئ تحت العمامة ليس شيخاً ربانياً ولا طمأنينة وسلاماً مع النفس والمحيط، بل على العكس من ذلك، فأصبحت العمامة السوداء شعاراً يستغل لتمرير الشرور والأحقاد، والمكيدة والكذب، والتمادي في تسخير كل القدرات والإمكانات البشرية والمادية لتأصيل الهلاك ونشر الخوف والدموية والدمار. والبداية تعود لأربعة عقود من الزمان عاد حينها كبير مستغلي العمائم الخميني من المنفى إلى أرض إيران، وهو يحمل رسائل الحقد والوعيد للإنسانية جمعاء، بأن الشرور قادمة بشكل جذري، يحتويها دستور أمة فارسية تسعى لاستعادة إمبراطورية، وباستغلال حيلة العمامة. مشوار ألف شر بدأ بخطوة غرس قدسية، فرض تصدير الثورة في نفوس مغرر بها، جعلت العربي يذبح أخاه وابن جلدته، في سبيل بقاء العمامة السوداء، وتأصيل مخططاتها الماكرة، ومهما كان الثمن. حزب الله اللبناني كان البيدر الأول والأمثل، بنتائج أبهرت العمائم ذاتها، فأصبح يدها الطائلة تجند أفراده خفية بين الشعوب والثقافات والزوايا والمعتقدات، بخطط تخريبية، وأسلحة، وتشجيع على ثورات ومقاومة، ومحاربة الحكومات في عقر دارها. في لبنان تغلبت العمائم وفرضت هيمنتها، بتحطيم كيانات لبنان الديموقراطي، ونشر الفرقة والخوف، وتحويل الأرض إلى منطقة نزاع وحرب ودمار بحجة المقاومة. في المملكة تبنت العمائم عناصر تنظيم القاعدة وخططت، وسلحت، ودعمت إرهاب التفجيرات الداخلية والخارجية. في العراق سادت العمائم ونشرت الفرقة بين فئات الشعب، بهيمنة سياسية وحشود شعبية أحرقت الأخضر واليابس وطمرت الرجاء بعودة وحدة الوطن العراقي القديمة. في سورية صورة مثلى لبشاعة ودموية ما يمكن أن ينتج شيطان العمة المهلك إذا تولى. في الكويت والبحرين تكررت المحاولات والخلايا، وفي اليمن تم انتهاز خلل مسار الحكم، فيستغل الحوثي ليذبح عروبة اليمن، لولا وقوف المملكة وحلف الحزم سداً منيعاً دون ذلك. في مصر فجروا، وحركوا إرهابيي سيناء، وفي السودان نشروا أدبياتهم، بداية باللطم، ونهاية بنشر الفرقة والسلاح. في ليبيا التصقت أياديهم بالفوضى هناك، وأخيرًا تكتشف مملكة المغرب أن مستغلي ثورة العمائم هم من يحرك فوضى محاولات الانفصال في البوليساريو. في عقر الدوحة وطنت العمائم ثقلها، بتمازج عقيدة النظامين، وتطابق نيات الإعلام، وتسخير مقدرات الشعوب لتضخيم عفاريت الشر. العالم أجمع يعلم أن العمامة السوداء تضخمت بشرورها، وأن المفاعل النووي الإيراني نقطة انفلات، تنقلب بعدها الشرور الخفية إلى حقائق لا تقية فيها، لذلك تنبه الرئيس الأميركي ترمب ولو متأخراً، وتنبه الاتحاد الأوروبي لمكمن الفاجعة. غير أن أهل الشرور يجدون دوماً من يطرب على شيطانيتهم، ويؤازرها، فتظل بعض الدول تدعمهم. مواجهة الشيطان تحتاج لمنتهى القوة والحزم، لفضح ما تحت العمائم، وإنقاذ العالم من شرورها، بداية بشعب إيران المغلوب على أمره، ونهاية بشعوب العالم المسالم. Your browser does not support the video tag.