في مساء الأسبوع الماضي تلقيت الدعوة الكريمة والنبيلة من الأستاذ جميل الذيابي لحضور احتفال (عكاظ) في يوم الكتاب العالمي والحديث عن الوالد والأستاذ مصطفى إدريس -رحمهما الله-، كان للدعوة وقع كبير في داخلي، بالطبع أهم تكريم هو من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في مهرجان الجنادرية وهو التكريم الذي يحمل الشرف والفخر في قلوبنا أسرة الراحل وجميع الصحفيين بوفاء الملك المثقف، وبقية التكريمات كان لها الأثر الكريم فينا مثل تكريم كلية الإعلام بجامعة الإمام وحديث أساتذة الإعلام الأجلاء برعاية عميد الكلية سمو الأمير سعد بن سعود وأيضاً تكريم هيئة الصحفيين بحضور سمو أمير منطقة الرياض وبرئاسة الأستاذ خالد المالك، وأخيراً هذه الدعوة الكريمة من الأستاذ جميل لأنها من (جميل) وفي (عكاظ). تكريم المنافس له قيمة نوعية وسبق أن قرأت حكمة تقول (أفضل من يراك هو منافسك)، (عكاظ) تاريخ وعراقة من النجاح الصحفي والتطور المهني الذي جعلها في مقدمة الصحف العربية ومدرسة تخرج منها الكثير من الصحفيين الكبار.. هكذا كان يراها تركي السديري حيث تخرج منها الكثير مثل الأستاذ عبدالله عمر خياط، وعبدالله الجفري -رحمه الله-، والأستاذ رضا لاري -رحمه الله- والذي لقبه والدي (بفاكهة الصحافة) لسرعة بديهته و(نكتته) اللادغة، والأستاذ قينان الغامدي، وعبدالله باجبير، وعند الحديث عن عكاظ يجب أن نتوقف عند الدكتور هاشم عبده هاشم والذي ترأسها لسنوات شهدت فيها التميز والكفاءة ولا يعتبره تركي السديري إلا ركناً ورمزاً من تاريخ الصحافة السعودية. أما عن الأستاذ جميل فالكل يتذكر أنه كان رئيساً لتحرير الحياة قبل عكاظ وكانت الصحيفة قبله صحيفة عربية ذات طابع نخبوي حيث كان يكتب فيها نزار قباني وأدونيس، استطاع جميل في فترة محدودة أن يصنع لها وزناً وسوقاً في الصحافة السعودية، طبعاً أنا لست صحفياً ولا مؤهلاً للتقييم لكن هذا رأي المختصين به وسبق أن ذكر لي دكتور الإعلام -قسم صحافة- ناصر البراق، بأن جميل نفسه يشرف على الصفحة الأولى حتى لو كلفه ذلك السهر الطويل مع زملائه وهو يُؤْمِن بروح الفريق والعمل الجماعي والأهم أنه يتبنى أي فكرة يرى فيها قابلية النجاح.. هذا ما قاله الدكتور ناصر وما يثبت ذلك نجاح مسيرته الصحفية حيث تبنى الشباب والأقلام الشابة وسبق أن ذكر لي أكثر من كاتب بأن جميل كان يتوسط ويتدخل لأي كاتب لديه يتعرض لإيقاف أو سوء فهم. سعدت بحديث الكبار عن الوالد في الندوة التي بدأت بكلمة الأستاذ جميل والتي اقترح فيها تأسيس جائزة باسم الراحل حيث لاقى هذا الاقتراح تصفيق وتشجيع الحضور، ثم بتسجيل صوتي للأستاذ عثمان العمير وذكره لدور الوالد في الصحافة السعودية، وما قاله الدكتور هاشم عبده هاشم حيث وصفه بالشجاع الذي دعم التنوير، والأستاذ خالد المالك الذي قال بأن (الرياض) تحولت بقيادة الوالد إلى صحيفة قوية وقفزت أرباحها لتحقيق أرقام لم تحققها أي صحيفة سعودية أخرى، والدكتور عبدالله مناع أشاد بكتابات الفقيد ودفاعه لصالح الصحفيين، والأستاذ قينان الغامدي ذكر بأنه لم يرَ تركي السديري إلا ومعه كتاب -رحمه الله-، وشكراً لكم جميعاً.. شكراً جميل شكراً عكاظ لذلك المساء الذي سوف يبقى في ذاكرتي. Your browser does not support the video tag.