أجبرت ميليشيات الحوثي الإيرانية خطباء المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها على حضور دورات طائفية مكثّفة تحت تهديد السلاح. وتأتي هذه الدورات ضمن سلسلة دورات تقيمها جماعة الحوثي للخطباء والمرشدين وقيادات العمل التربوي والشخصيات الاجتماعية في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، يتلقون خلالها محاضرات مكثفة تتضمن أفكار الجماعة الطائفية الدخيلة على الدين الصحيح والعادات والأعراف اليمنية السليمة. وتطلب الجماعة من المشتركين في هذه الدورات نشر الأفكار التي تلقوها، والترويج لها في أوساط المجتمع، وتهدد كل من يتهاون من الخطباء في الحضور بالعقوبة بتهمة التمرد على أوامر زعيمها عبدالملك الحوثي. في هذه الأثناء، حررت قوات الجيش اليمني، عدداً من المواقع الاستراتيجية في جبهة قانية شرق البيضاء وسط اليمن. وأكدت مصادر ميدانية يمنية، أن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً عنيفاً على مواقع تتمركز فيها الميليشيا الانقلابية بمنطقة اليسبل والخدار والخليقة في جبهة قانية، مشيرة إلى تكبد الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد فيما يواصل الجيش تقدمه نحو مناطق أخرى بالمنطقة. إلى ذلك، مازالت هستيريا الهزيمة تستولي على الميليشيات الإيرانية، بعد أن أحيط زعيمها الحوثي بحالة هذيان شديد، بدت ملامحها واضحة في خطابه الأخير الذي عبر فيه عن غضب كبير وتوتر نفسي مأزوم إزاء الارتياح الواسع في أوساط الشعب اليمني للعملية الاستخباراتية الدقيقة للتحالف العربي في استهداف الرجل الثاني في الميليشيا، رئيس المجلس السياسي الانقلابي الإرهابي صالح الصماد. وعززت حالة الارتياح الشعبي في اليمن جراء استهداف الصماد من إحساس ميليشيات الحوثي بالعزلة الشعبية والاجتماعية، وتجلى أمامها بشكل أوضح فقدان ثقة اليمنيين بها ورفع الغطاء عنها، ما دفع زعيمها عبدالملك الحوثي إلى التوجيه بالتصعيد ضد أبناء الشعب، إذ ارتفعت على الأرض وتيرة الممارسات الإجرامية وأعمال النهب والسلب والبلطجة والاختطاف وتشديد الرقابة على وسائل الاتصال والإنترنت وتنفيذ عقوبات قاسية ضد من يقول رأياً مخالفاً للميليشيا، أو تعبيراً عن سخط ورفض في مواقع التواصل الاجتماعي تصل إلى الإخفاء والتعذيب والإعدام. كما بدأت ميليشيا الحوثي بنقل عناصر نسائية مسلحة من داخل معسكرات التدريب التي يشرف عليها خبراء إيرانيون ومن حزب الله الإرهابي، إلى نشرهن في شوارع العاصمة صنعاء، واستحدثت نقاطاً لمراقبة تحركات اليمنيات وتفتيش أمتعتهن وأغراضهن الشخصية وهواتفهن، الأمر الذي ضاعف من مخاوف السكان وعزز من حالة الاحتقان والسخط في أوساط اليمنيين. وكشف رئيس إذاعة سام الحوثية حمود شرف الدين في بلاغ تلاه على الهواء مباشرة أن توجيهات حوثية عليا صدرت مع تعيين مهدي المشاط عقب هلاك الصماد بتأديب المجتمع اليمني بكل شرائحه ممن وصفهم بالمتطاولين على جماعته. وأكد أن التوجيهات شملت تنشيط وتفعيل أجهزتهم الأمنية والمشرفين على مستوى كل مدينة ومديرية وقرية وحارة لمتابعة ومراقبة الإعلاميين ومستخدمي فيسبوك وتويتر والواتساب، وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن نشر الجواسيس في قاعات الأعراس والعزاء والأسواق ووسائل النقل والتجسس على البيوت وساكنيها من خلال مجندات يُعرفن ب»الزينبيات» للتجسس ومعرفة ما يدور في أوساط الشعب حول الميليشيا الإيرانية. وأشار شرف الدين إلى أن «القتال فرض عين على كل يمني ويمنية، ويجب أن يذهبوا للقتال إلى الجبهات رغم أنوفهم، ولا يوجد في جماعة الحوثي حياد ولا تقبل الأعذار، وقد أعذر من أنذر، ومن لم يعجبه ذلك يخرج ويترك اليمن لهم»، واصفاً الشعب اليمني المساند للشرعية والتحالف العربي بالخائن والعميل. وشملت هستيريا التصعيد الحوثي التجار وأصحاب الأموال والجمعيات الخيرية، حيث وجه عبدالملك الحوثي بشكل معلن في خطابه الأخير بأخذ أموال من التجار وأصحاب المحلات والمهن التجارية ورفع نسبة الجبايات على الجمعيات الخيرية والتجار وأصحاب الأموال والموظفين العاملين في القطاعات الخاصة. وفي خطاب توديع الإرهابي الصماد، جدد الإرهابي عبدالملك الحوثي توجيه ميليشياته في صنعاء إلى تسريع إقرار قانون ما يسمى «الخُمس» قبل حلول شهر رمضان، وإجبار أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام على الحضور والتصويت لإقرار القانون، الذي يسعى الحوثي من خلاله إلى فرض مزيد من الجبايات على اليمنيين. Your browser does not support the video tag.