صفقة إرهابية جديدة تضاف إلى قائمة العدوان القطري على الأمن العربي، تلك التي كشفت عنها مراسلات مسربة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بشأن تورط تنظيم الحمدين في تمويل مليشيات إيرانية متطرفة في العراق، في إطار مسرحية هزلية تزعم أن عدداً من عناصر النظام القطري كانت الدوحة قد سمحت لهم بالصيد داخل الأراضي العراقية في العام 2015م، قبل أن تعلن عن اختطافهم. وتوثق المراسلات المسربة لكل من السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخيارين، ورئيسه، عدة رسائل تؤكد إمداد تنظيم الحمدين لتنظيمات متطرفة بمبلغ مليار دولار، رغم أنها تعمل جميعها في خدمة الإرهاب الإيراني، وهي الحرس الثوري الإيراني، وأخطر الإرهابيين الإيرانيين قاسم سليماني، وكتائب حزب الله العراقي، وحزب الله اللبناني، وجبهة النصرة، ووسيط يدعى أبو محمد السعدي، وشخصيات أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب العالمية، كما أظهرت التسريبات اتفاقاً بين السفير القطري وكتائب حزب الله الإيرانية، يقول فيها: "ستصلكم أموالنا حين نستلم أهلنا"، إضافة إلى استيائه من مطالب الإرهابيين المستمرة للمال القطري، قائلاً : "كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني، وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم". نتائج الصفقة تثبت المراسلات المسربة أن قطر باتت بنك الإرهاب الذي يقدم خدماته لنشر العنف والخراب بأيسر العروض والتسهيلات المادية، حيث أدت الصفقة القطرية المليارية مع الأشخاص والتنظيمات الإرهابية الإيرانية في العراق وسورية إلى نتائج وخيمة على المستوى الأمني سواء في العراق وسورية أو المنطقة ككل، ففي سورية استغل تنظيم الحمدين ومنْ مارسوا معه المخطط القذر في نشر التطرف والعنف، فضيحة الرعايا القطريين في تنفيذ صفقة أخرى عُرفت باسم صفقة "البلدات الأربع" بالاتفاق مع الحرس الثوري الإيراني، والتي بمقتضاها تم الإفراج عن مجرمي حرب إيرانيين متورطين في قتل مدنيين سوريين، ودفع جبهة النصرة حليفة النظام القطري إلى فك حصارها لبلدتي كفريا والفوعة بالشمال السوري، إضافة إلى تغيير التركيبة السكانية في ريف دمشق بتهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني، واستبدالهم بمقاتلين وأسر موالية لإيران، جلبتهم الأخيرة من أفغانستانوالعراق ومناطق أخرى، مما أدى إلى تعزيز النفوذ الإيراني في هذه المنطقة، وإمداد خط يصل إلى مناطق سيطرة حزب الله اللبناني. كما امتدت خطايا الصفقة القطرية إلى منح الإرهابي الإيراني قاسم سليماني مبلغ 50 مليون دولار - وفقاً للتسريبات -، الذي يتجول عبر الحدود العربية؛ لينشر الدمار والخراب في كل أرض عربية تطؤها قدماه، لتكون الصفقة القطرية بمثابة مكافأة له على بصماته الإرهابية في العراق وسورية واليمن ولبنان، واستمراره في إنشاء وتدريب الميليشيات المسلحة القائمة على أسس مذهبية وطائفية مدمرة. انتعاش الإرهاب الإيراني في غضون ذلك، أنعشت صفقة المليار دولار القطرية خزائن الميليشيات الإيرانية المتورطة بارتكاب جرائم الإبادة والتطهير المذهبي ضد المواطنين العرب، حيث حصلت ميليشيا "حزب الله" الإيرانية في العراق على مبلغ 150 مليون دولار، فيما حصل زعيمها على مبلغ 25 مليون دولار. وتكونت ميليشيا حزب الله في العراق في العام 2006م، حيث انضوى تحتها كتائب "كربلاء وزيد بن علي والسجاد" و"لواء أبي الفضل العباس"، وهي متورطة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات واسعة تقوم على أسس طائفية ضد المدنيين العراقيين والسوريين مثل الإبادة والتعذيب الوحشي والاغتصاب؛ من أجل تنفيذ سياسات الخراب الإيرانية، وخوض الحرب بالوكالة عن إيران في كل من العراق وسورية، مستغلة حالة الضعف والانهيار الأمني التي تمر بها الدولتان. هذا، وتفضح الصفقة القطرية العلاقة الآثمة بين تنظيم الحمدين وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية، فيما وظفت الدوحة الإرهابي المطلوب دولياً عبدالرحمن النعيمي لدعم جبهة النصرة ب 2 مليون دولار شهرياً تحت غطاء العمل الإغاثي والإنساني. أما على مستوى الأشخاص، فكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن قائمة المستفيدين من الصفقة القطرية، امتدت لتشمل شخصيات مدرجة بقوائم الإرهاب العالمية، من إيران، والعراق، وتركيا، ولبنان، حصلوا على مبالغ تصل إلى 50 مليون دولار. Your browser does not support the video tag.