لم تكن حادثة الصحفي اللبناني علي الأمين، أثناء تعرضه للاعتداء الوحشي جرّاء ترشيح نفسه للانتخابات إلا انعكاساً لحجم الأزمة الكبيرة التي يتعرض لها حزب الله سياسياً داخلياً وخارجياً، فهو - بحسب خبراء - يعيش داخل دوامة من الأزمات سواء في داخل الحزب أو خارجه، والفترة التي يعيشها على بساط القلق من ضعف مرشحي الحزب في الانتخابات اللبنانية، بالتزامن مع ضعف الدولة اللبنانية التي فقدت السيطرة على الأمور بشكل كبير. يقول الكاتب والباحث السياسي فهد ديباجي: بعد تعرض الصوت العربي الحر علي الأمين الصحافي والمرشح للانتخابات اللبنانية وابن العلاّمة السيد محمد حسن الأمين في بلدته شقرا لاعتداء إرهابي من أعضاء حزب الله بأكثر من 30 شاباً أصابوه بجروح عديدة وهو محاصر في منزل قريبه حسن الأمين، وتمّ كسر سنه وتعرض جسده للكمات، كما تم استخدام كل وسائل الضرب من مجموعة من البلطجية ومنع تعليق صوره كأي مرشح انتخابي يؤكد أن الوضع وما حصل في لبنان الذي يمثل نموذجاً في الديمقراطية بمفهوم حزب الله، وأن تعرض علي الأمين للضرب من قبل ميليشيات حزب اللات الذين يعملون بغطاء حكومي في لبنان هي قمة البلطجة، ويؤكد أن الحزب يرسخ الاحتلال الإيراني بغطاء شرعي وقانوني الذي من خلاله يسعى للسيطرة سياسياً بعد سيطرته عسكرياً. وذكر ديباجي أنه لا توجد انتخابات فعلية ولا ديمقراطية في لبنان، وأنها مجرد شحن طائفي وحزبي في عقول اللبنانيين لا يُطاق، حيث عرَّت ميليشيات الحزب أمام العالم وجمهوره، وأن الحزب الإيراني يمارس البلطجة وإهانة المرشحين والحزب لا يعدو كونه دويلة داخل دولة، وما استعراض القوة بالقوارب في جبيل لتمجيد مرشحهم إلا دليلاً على ذلك، وهم في نفس الوقت يخشون أن يتعاظم رفض الشعب اللبناني لسيطرتهم على المكون الشيعي وعلى لبنان بقوة السلاح والترهيب، كما يؤكد أن هذا الحزب لا يستثني لا سني ولا شيعي، رافض لسياسة ولاية الفقيه الطائفية الإرهابية، وهي جريمة موصوفة تدل على هوية الجاني الذي يحلل لنفسه إلغاء الآخر، وهو نموذج قمعي خالص بالإضافة إلى التسلح غير الشرعي مع سلاح الموقف والكلمة الحرة، في ظل غياب للدولة اللبنانية التي لا تملك من الأمر شيئاً، ومن المضحك أن يدين حزب الله الإجرامي الاعتداء الذي تعرض له الصحافي علي الأمين في لبنان، مع العلم أن حزب الله هو من أرسل عناصره للاعتداء على الصحافي حيث فعل ذلك بعدما وجد كل التضامن من الشعب اللبناني والعربي والوسط الإعلامي، والذي يعتبر اختراقاً لكل المواثيق الدولية. بدوره قال الخبير الأمني الاستراتيجي عمر الرداد: إن الاعتداء على «الأمين» يعكس حجم الأزمة العميقة التي تواجه حزب الله على الصعيدين الداخلي والخارجي، كذلك التغيرات في شعبية الحزب ومواقف قواعده الانتخابية من الحكومة ويطرح كذلك الأمر جملة من التساؤلات حول سياسات التزامه بقواعد اللعبة الديمقراطية، خصوصاً أن مثل هذا الاعتداء لم يحدث في إيران ذاتها، حيث توجد مرجعية الحزب الدينية والسياسية ومركز دعمه المالي والعسكري، لذلك فعملية بهذا الحجم لا يمكن التذرع أنها تصرف فردي من قبل ميليشيات حزب الله، وتؤكد أن قراراً اتخذ بهذا الخصوص من قبل قيادات الحزب بما فيهم أمينه العام حسن نصرالله، خاصة أن الأمين إعلامي معروف بمواقفه الرافضة لنهج الحزب ومقاربته التي تدعو للالتزام بالوطن اللبناني دون أن يكون تابعاً لولاية الفقيه. وبيّن أن الاعتداء يعد رسالةً لكافة القوى اللبنانية لا سيمّا تلك المتحالفة مع الحزب حالياً، أو التي يمكن أن تتحالف معه بعد الانتخابات القادمة حول نهجه بالتعامل مع كل من يعارضه أو يبدي موقفاً أو رأياً لا يتفق مع سياسات الحزب، إذ إن الاعتداء بهذه الطريقة الهمجية يعكس الجذور والأسس العميقة لفهم الحزب للديمقراطية وإدارة الاختلاف في الرأي، كما أن هذا الاعتداء يعكس حجم الأزمة القائمة داخل الحزب ومخاوف جدية من ضعف فرص مرشحي الحزب في الانتخابات وتحديداً من قبل قواعده في دوائر الجنوب اللبناني، وتململ القواعد الشعبية من سياسات الحزب ومخاوفهم من جر الحزب لمناطقهم إلى حرب جديدة مع إسرائيل خدمة لأهداف إيرانية معروفة نتائجها مسبقاً، بتكرار الدمار الشامل الذي يطالهم دون أي التزامات لاحقة حقيقية تجاههم، وذلك بالتزامن مع احتجاجات أوساط قواعد الحزب وكوادره حول أهمية وجدوى مشاركة الحزب في المعارك الدائرة على الأرض السورية التي تم التسويق لها من قبل قيادة الحزب، خاصة في ظل إخفاء الحزب لعدد ضحاياه في سورية، ومن المؤكد أن مخاوف الحزب مرتبطة بكون حصة مناطق الجنوب هي الأعلى بين قتلى الحزب في سورية، وأن غالبية الناخبين في المنطقة سيصوتون لصالح الأمين وأطروحاته. فهد ديباجي عمر الرداد Your browser does not support the video tag.