«يقتل القتيل ويمشي بجنازته».. مثل شعبي لطالما جسد قصصا واقعية، ففي الوقت الذي يواصل خلاله تنظيم الحمدين قرصنة الجو بدفع طائرات حربية لاعتراض الطائرات المدنية، ومد يد الدعم والأموال للجماعات الإرهابية التي ترهب الناس وترعب الآمنين وتقتل الأبرياء، وتخلق وتغذي بؤر الصراع ببعض الدول العربية، يخصص اليد الأخرى لإدارة أبواقه الإعلامية التي تمارس الاستجداء والمظلومية، وتتباكي على ضحايا الإرهاب، مجسدة بذلك التناقض والازدواجية. وفي مرة ليست بالأولى، أرسل تنظيم الحمدين مقاتلات قطرية غير معلوم من يقودها من المرتزقة الذين يسيطرون على الأرض القطرية، لتلاحق طائرة مدنية إماراتية على متنها 86 راكباً، وتقترب منها إلى مسافة خطيرة تصل إلى أقل من ميلين تاركة عددا من الثواني لتفصل بين الاصطدام، وذلك أثناء عبور الطائرة الإماراتية للأجواء التي تديرها دولة البحرين، بحسب ما ذكرته الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي. ويرى مراقبون أن السلوك القطري في تهديد سلامة الطيران المدني، خلفه مخطط إيراني للاستيلاء على قطر، يهدف إلى دفع تنظيم الحمدين إلى حماقة إرهاب الجو، ومواصلة تهديد المصالح العربية، بغية إشعال العلاقة بين قطر وبين دولة قوية مثل السعودية أو الإمارات، على أن تعرض طهران خدماتها لتنظيم الحمدين الذي ارتمى في أحضانها، في حين تظل أيادي الدول العربية ممدودة له للتخلي عن دعم الإرهاب والعودة إلى الحضن العربي. وفي هذا السياق يقول الدكتور نبيل حلمي، خبير القانون الدولي ل»الرياض»، إن صعود طائرات حربية من قطر لتهديد طائرة مدنية تسير في خطها الجوي المعتاد، ومستوفية الضوابط المتبعة دوليا، يعد خرقا صريحا للقوانين والاتفاقيات الدولية ومواثيق سلامة الطيران. وأكد حلمي أن التهديد القطري لحركة الطيران المدني يضع النظام القطري في مواجهة عقوبات غليظة، مشيراً إلى أن لجوؤه إلى مثل هذا السلوك يعد دليلا على فقدانه للوعي والأدوات السياسية لمواجهة المقاطعة العربية على الأرض؛ مما دفعه لتهديد وقرصنة الجو. فيما شدد اللواء عبدالرافع درويش، الخبير الأمني والاستراتيجي، على أن التهديد القطري لسلامة الطيران المدني يستوجب اللجوء ل»التحكيم الدولي» الذي يرتكز على تشريعات منظمة الطيران المدني الدولية «إيكاو»، موضحا أن استمرار نظام الحمدين في ممارساته الخطيرة قد تغلق حركة الطيران المدني من وإلى قطر. وأشار درويش إلى أن النظام القطري تحول إلى مجرد دمية في أيدي أنظمة خارجية طامعة في التوسع الجيوسياسي بالدول العربية، موضحاً أن إيران وغيرها يحاولون استغلال قطر في إدخال الخليج في مواجهات عسكرية وحالة حرب، بعد إعطاء تنظيم الحمدين تطمينات وضمانات بشأن هذا الاتجاه. وأضاف أن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب تعي جيدا المحاولات الخبيثة لإشعال المنطقة، ولا تنجرف وراء الاستفزازات القطرية، ولكن تتعامل معها عبر المواجهة السياسية، والجهود الدبلوماسية في أروقة المحافل الدولية. Your browser does not support the video tag.