تعد شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام والتلغرام بشكل خاص أحد الاشياء التي أوصلت الولي الفقيه في إيران وجميع مسؤولي وأجهزة النظام الإيراني المختلفة إلى حد الجنون. ويقول عبدالرحمن مهابادي الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني إن التلغرام أحد أكثر برامج التواصل الاجتماعي شعبية في العالم وإيران حيث يتمتع بخاصية التشفير والترميز وأيضا قابلية إيجاد قنوات ومجموعات وإمكانية التحكم بها وإدارتها. ويتابع مهابادي «وفقا للإحصائيات التي انتشرت من قبل السيد باول دوروف مؤسس تطبيق التلغرام ورئيسه التنفيذي فإن هذا البرنامج (تلغرام ماسينجر) يملك حاليا أكثر من 200 مليون مستخدم نشط من بينهم 40 مليون إيراني. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا أعلن النظام الإيراني (تحريم) الكثير من الأمور فيما بينها شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة التلغرام على الشعب الإيراني ولماذا يخشى النظام الإيراني دخول الشعب الإيراني إلى هذه التطبيقات والمواقع؟؟». ويشدد خبير الشؤون الإيرانية على أن الجميع يعلم أنه لا وجود للحرية في إيران والمقياس والمعيار لشرعية الحكومة ليس الرأي الشعبي بل يأتي من الله! ولذلك يعتبر رؤوس هذا النظام أي معارضة مع هذا النظام كنوع من المحاربة (عدو الله) والتي سيكون في انتظارها أشد أنواع العقاب. ولذلك كانت الحرية هي أول الضحايا في إيران الحالية. حيث حبل المشنقة يلتف حول عنقها، اعدام المعارضين هو منطق نظام ولاية الفقيه وظاهرة ذاتية ومتأصلة في هذا النظام الدموي. يستطرد مهابادي «ومن هذا المنظور الذي نستطيع أن نلمس من خلاله قدرا بسيطا لا يذكر من ألم ومعاناة شعب هذا البلد البالغ عدد سكانه 85 مليونا، عندما نسمع أن إيران تحولت إلى سجن كبير للإيرانيين من قبل النظام الحاكم عندها لا يكون الأمر مبالغا فيه بل هي حقيقة واقعية مؤلمة وغير قابلة للانكار. الشعب الإيراني ولاسيما الشباب محرومون من حرية التواصل مع أقرانهم. وحش ولاية الفقيه العميل توغل في جميع الأماكن وحتى في بعض المنازل والحياة الخاصة للإيرانيين. هم محرومون مع حرية الوصول وسائل التواصل غير الحكومية. شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كامل تقبع تحت سيطرة وتحكم مخابرات النظام سيئة السمعة وبقية الأجهزة الحكومية القمعية. السبب الرئيسي الذي يكمن وراء امتلاك نظام ولاية الفقيه لأضخم سجل تعذيب وإعدام على مستوى العالم هو الطبيعة والبنية التحتية لنظام قمعي مجرم وقاتل». ويذكر الكاتب السياسي بأن ميزان الوحشية والبربرية هذا في العصر الحاضر لم يستطع منع الشعب الإيراني ولاسيما الشباب الإيراني من التحرك نحو الحرية، وأن اعتقال الملايين والاعدامات والمذابح الواسعة الانتشار على مدى 39 عاما مضت وأنواع وأشكال التعذيب والقمع البدني والنفسي التي لم يسبق رؤيته في تاريخ البشرية المعاصر كله كانت دافعا للشعب الإيراني ولأبنائه في المقاومة الإيرانية للاستمرار في النضال من أجل الحرية مصممين على إسقاط الدكتاتورية الدينية الحاكمة. وذلك لأنهم يرون أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة يعتمد بشكل أساسي على إسقاط هذا النظام. ويؤكد مهابادي ان الإجراءات الجنونية والهستيرية الأخيرة للنظام الإيراني ضد وصول الشعب الإيراني للشبكات الاجتماعية تنبع من أن انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة باستهدافها كل من جناحي النظام الحاكم (المحافظ والإصلاحي) اجتاحت حدود إسقاط النظام الحاكم، لقد انقلب الوضع في إيران بطريقة لا يمكن تصور إمكانية عودته الى سابق عهده، مضيفا « يريد رؤوس النظام الان بهذه الاجراءات منع استمرارية الانتفاضة الإيرانية، علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لبرلمان النظام كان قد أعلن أن قرار إغلاق التلغرام تم اتخاذه على أعلى المستويات ويقصد بذلك خامنئي». ويبين خبير الشؤون الإيرانية أن تصفية وحظر التلغرام من قبل نظام الملالي كان له ردة فعل شديدة وحادة من قبل الشعب الإيراني ويمكن القول إن مثل هذه الإجراءات كانت سببا في اتقاد شعلة الانتفاضة، حيث إن بعض مسؤولي هذا النظام أيضا ارتعبوا من موضوع تصفية وحظر التلغرام وانعكاساته في أوساط الشعب الإيراني، ووفقا للتقديرات يوجد من 10 الى 15 ألف فرصة عمل انترنتي يتم تنفيذه عن طريق التلغرام. ويتابع «الحقيقة» هي أنه مع حظر النظام الإيراني للتلغرام لم يكتف الشعب الإيراني بعدم التحول نحو استخدام برامج المراسلة المرتبطة بالنظام الإيراني من نوع (سروش) بل تحولوا نحو استخدام برامج (كسر الحظر) والمجتمع الدولي يسعى الآن ليضع تقنية متقدمة أكثر في هذا المجال بيد الشعب الإيراني حتى يتمكن من كسر إجراءات النظام في تصفية وحظر التلغرام وحتى يتمكنوا من إيصال أصواتهم للعالم بشكل أفضل وأكبر». Your browser does not support the video tag.