تواصلت حالات الإضراب والاحتجاج من قبل جميع مكونات الشعب الإيراني ضد النظام الديكتاتوري وسياسته القمعية، وعمت التظاهرات مناطق مختلفة من إيران، حيث شهدت ربوع البلاد إضرابات واحتجاجات نظمتها الشرائح المحرومة والتي ضاقت ذرعاً بنظام متوحش فاض شره على الداخل والخارج، واحتشد عمال مجموعة صلب الأهواز الوطنية في المدينة في اليوم الخامس عشر من إضرابهم احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم وأقساط التأمين لهم، والحالة الحرجة لمعيشتهم ومعيشة أسرهم أمام مبنى المحافظة، وهتفوا: نحن نصمد ونموت وننتزع حقنا، وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت قُتل فيه أحد العمال في المصنع قبل يوم، بسبب الفقر والعوز وعدم الإمكانات الكافية للعلاج إثر المرض، رغم 10 سنوات من العمل المكثف في المعمل. كما تظاهر مئات من المزارعين في أصفهان بالقرب من جسر خواجو ومصلحة المياه، للاحتجاج على رفض النظام إعطاء حصتهم المائية، فيما واصل عمال السكك الحديدية في أصفهان إضرابهم عن العمل احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم لعدة أشهر، وفي مدينة شاهرود، أضرب عمال السكك الحديدية مع عمال السكك الحديدية في كل من سمنان ودامغان، وطالبوا بعدة أشهر من رواتبهم ومزاياهم غير المدفوعة، واحتج عمال وموظفو شركة «ألمنيوم شركة إيران» في أراك على إحالة أسهم الشركة إلى قوات الحرس والأفراد الموالين لحكم الملالي ونظموا تجمعاً احتجاجياً. كما احتج أصحاب محطات الوقود في طهران على حصر توزيع الوقود للشركات التابعة للنظام وعدم دفع مطالباتهم الخاصة ونظموا تجمعاً احتجاجياً أمام مبنى وزارة النفط، إلى ذلك مازالت تتواصل كتابة شعاري «خامنئي قاتل وولايته باطلة» و«إني أزيل النظام» على جدران المدن. من جانب آخر قال الکاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي: إنه في بلد تحكمه ولاية الفقيه سيكون المصير المؤلم بانتظار الشاب الإيراني، وتابع: «إذا افترضنا أن الشاب الإيراني في السنوات الأدنى لم يكن مشمولاً ضمن قائمة « أطفال العمل» أو قائمة «بيع وشراء الأطفال» أو إذا افترضنا أن أسرته لم تتعرض لظواهر مؤلمة مثل الإدمان والبطالة والفساد و.. الخ والتي كانت المسبب الرئيس في كل منها هي عصابات النظام الحاكم أو إذا لم يكن أحد من أقربائه مسجوناً أو تم إعدامه فإن هذا الشخص في ريعان شبابه سيكون فريسة سهلة لاخطبوط ولاية الفقيه الحاكمة في إيران حيث تم التخطيط مسبقاً لهذا الأمر إما بترغيبه أو ترهيبه من قبل العصابات المرتبطة بنظام ولاية الفقيه». واعتبر مهابادي أنه بناءً على ذلك فإن مرحلة الشباب في إيران في ظل حكم الملالي تشبه (المشي ليلاً في حقل ألغام) والشاب الإيراني لا يملك خياراً سوى عبور هذا الحقل المميت، ورأى مهابادي أن الشاب الإيراني يكتشف أن حرياته وآماله ورغباته قد تم سلبها من قبل النظام الأصولي الحاكم وأنه قد تم «سجنه» في وطنه ويرى أنه لا يملك مستقبلاً في ظل حكم نظام الملالي، وإن ظواهر مثل الغلاء والبطالة والأهم من ذلك فقدان الحرية والأمن والأمان ستكون عائقاً في وجهه نحو تشكيل حياة سليمة، وأكد مهابادي أنه لن يمضي زمن طويل حتى يستثار الشاب الإيراني مع رؤية هذه المشاهد ويجيب عن هذه الأسئله المتشكلة في ضميره ووجدانه ويصمم أن يقف في وجه هذا النظام. التمرد ضد النظام أو ما يسمى «الجمهورية الإسلامية» التي تحولت في نظر الإيرانيين إلى سجن كبير لهم وقامت باحتلال أجزاء من منطقة الشرق الأوسط على حساب جوع الشعب الإيراني ونهب ثرواته وأملاكه. Your browser does not support the video tag.