تمثل رؤية المملكة 2030 رؤية الحاضر للمستقبل في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والتي أرسى قواعدها عرّاب الرؤية الشاملة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل غدٍ مشرق لبلادنا. وقد جاءت الرؤية معبرة عن طموح لا حدود له «فقصص النجاح تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة» كما عبر عنها سمو ولي العهد الأمين. لقد سميت هذه الرؤية ب (رؤية المملكة العربية السعوديّة 2030)، لكن عرّابها أكد دوماً أنه لن ينتظر حتى ذلك الحين، فقد أخذ على عاتقه منذ إطلاقها توظيف مرتكزاتها الأساسية: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، وأهمية الموقع الجغرافي الإستراتيجي؛ لخلق أفق رحب لاقتصاد مزدهر يتسع لعقد الاتفاقيات والشراكات العالمية المؤثرة. وقد جاءت الزيارات الخارجية لسمو ولي العهد لتترجم هذا السعي الحثيث نحو تحقيق التطلعات لرؤية 2030 عبر محطات منتقاة بعناية: مصر، بريطانيا، أميركا، وفرنسا كدول لها ثقلها العالمي وعلاقاتها التاريخية مع بلادنا. وقد شهدت هذه المحطات الإستراتيجية توقيع العديد من الاتفاقيات التي تعكس طموحاً لا حدود له يلامس عنان السماء. فقد اختار ولي العهد عبارة «فوق هام السحب» لتكون توقيعاً لانطلاق القمر السعودي الأول للاتصالات الذي يستخدم تقنية الألواح الشمسية المرنة، مما سيؤمن للقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية شبكة فضائية للاتصالات. كما وضعت المملكة اللبنة الأولى لخطة توليد الطاقة الشمسية 2030 عبر تأسيس أكبر شركة بالعالم لتأمين طاقة نظيفة مستديمة، وجذبت عملاق التجارة الإلكترونية وخدمات الإنترنت بالعالم أمازون لدخول السوق السعودي، وبالمقابل صنع في السعودية تدخل الأسواق الأميركية كالمنتجات المعدنية والكيميائية والعضوية. وقد ركّز ولي العهد في زيارته لمقر شركة آبل في وادي السيليكون بمدينة سان فرانسيسكو على تمكين الشباب السعودي من فرص التدريب في مقر الشركة، وعلى إثراء المحتوى العربي التعليمي في بيئة الفصول الدراسية. وقد كان للتعاون العسكري النصيب الكبير من زيارات ولي العهد السعودي، فقد تم عقد صفقات عسكرية لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الذكية، ودعم تجميع 150 طائرة هليكوبتر بلاك هوك بالسعودية. كما تمت صفقة مع بريطانيا لشراء مقاتلات من طراز تايفون تمتلك قدرات عالية. وفي زيارته لبريطانيا، منحت السعودية 10 شركات بريطانية رخصاً للاستثمار الكامل تتضمن مجالاتها إنتاج الأدوية وخدمات الطاقة والدفاع وإدارة الفعاليات العالمية، كما تضمنت زيارة بريطانيا توقيع مذكرة تفاهم لتطوير منتجات التعليم والرعاية الصحية. وشملت زيارته لفرنسا توقيع اتفاقيات لتطوير القوات المسلحة السعودية ونقل وتوطين التقنية وفقاً لرؤية المملكة 2030. وقد شهد منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي-الفرنسي إنشاء بوابة إلكترونية لفرص الاستثمار الثنائي، وشبكة مشتركة لتبادل المعرفة والأبحاث والتعاون في مجالات التكنولوجيا المتجددة. ومن هنا نرى أهمية التأكيد بعد حصاد هذه الزيارات الخارجية، على تفعيل دور مكاتب تحقيق الرؤية التي تم إنشاؤها بمختلف الوزارات والجهات الحكومية لتكون حلقة الوصل الأساسية بين المنظومة الداخلية من جهة، والجهات الداعمة ضمن منظومة تنفيذ الرؤية من جهة أخرى، لتمكين كل الأطراف الداخلية من المساهمة بفعالية في رحلة التحول الإستراتيجي واستثمار هذه الاتفاقيات ونتائج الزيارات الخارجية لولي العهد بتقديم المبادرات التي تدعمها في مجالاتها وفي إطار عمل مؤسسي ضمن إطار حوكمة رؤية المملكة 2030 في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة. Your browser does not support the video tag.