أعلن الجيش الأمريكي أمس الجمعة في بيان ان عنصراً من المارينز قتل الخميس خلال عمليات عسكرية في محافظة الانبار غرب بغداد. وقال بيان عسكري أمريكي ان «عنصرا من المارينز تابعا لقوة التدخل الأولى للمارينز قتل خلال المعارك الخميس في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر خلال عمليات امنية في محافظة الانبار». وقال شهود محليون إن مقاتلين هاجموا سيارة تقل ثلاثة غربيين على الأقل في مدينة الموصل الواقعة في شمال العراق أمس الجمعة فقتلوهم وسائقهم العراقي وقطعوا رأس أحد الضحايا. وهوجمت السيارة أثناء سيرها في غرب الموصل وأضرمت النار فيها. ورأى مصور من رويترز الجثث الثلاث ملقاة في الشارع قرب السيارة المشتعلة وكلها لغربيين على ما يبدو.. وقد قُطع رأس أحد القتلى. وشوهد شخص رابع ويبدو أنه عربي ممداً على الأرض في مكان قريب. إلى ذلك، ذكر شهود عيان أمس الجمعة أن كرديين اثنين قتلا وأصيب ثالث بجروح خلال قصف بقذائف الهاون أمس الأول الخميس لمخيم للاجئين الاكراد شرقي مدينة كركوك العراقية. وقال الشهود لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن مجهولين أطلقوا قذائف هاون أمس الأول على مخيم للاجئين الاكراد غالبيتهم من المرحلين من كركوك في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالقرب من مستودع للاسلحة شرقي المدينة مما أسفر عن مقتل رجل وابنه البالغ من العمر 11 عاما وإصابة طفل آخر بجروح خطيرة. وأضافوا أن شرطة المدينة هرعت إلى المخيم. اتهام أمريكي.. من ناحية أخرى، قال قائد القوات الأمريكية في العراق جورج كايسي أمس الأول الخميس ان مسؤولين سابقين في النظام البعثي العراقي وبينهم عزة ابراهيم الدوري، يتولون قيادة المقاومة في العراق انطلاقا من سورية ويمولونها «من دون ان يتعرضوا للمساءلة« - على حد قوله -. وقال الجنرال كايسي «يجب ان يتوقف هذا الامر». واضاف «لدينا معلومات جيدة نسبيا تفيد أن عددا من كبار المسؤولين البعثيين السابقين، اعضاء ما يسمونه «القيادة القُطرية الجديدة»، ينشطون انطلاقاً من سورية ولا يتعرضون للمساءلة، ويتولون قيادة المقاومة في العراق ويمولونها». وتعليقات كايسي في مؤتمر صحافي في البنتاغون كانت صدى لاتهامات وجهها في وقت مبكر من صباح الخميس رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي وجاءت بعد يوم واحد من التحذير الذي وجهه الرئيس الأمريكي جورج بوش لسورية وايران من ان التدخل في الشؤون العراقية الداخلية «ليس في مصلحتهما». وجدد الجنرال كايسي ايضا المزاعم القائلة ان سورية سهلت حركة المقاتلين الاجانب في العراق. وقال «لم أشهد تدخلا مباشرا من الحكومة السورية في مهمة التسهيل هذه لكنها تأتي عبر سورية. واعتقد انهم قادرون على وقفها اذا كانوا يرغبون بذلك». واضاف كايسي ان ايران تطرح تهديدا للامن في العراق على المدى الطويل لكنه شكك في ان يكون لديها تأثير كبير على الحكومة التي ستنجم عن الانتخابات المقررة في الثلاثين من كانون الثاني/يناير. الا انه قال ان سورية تشكل تهديدا على المدى القصير للاستقرار في العراق بسبب دعمها للمسؤولين البعثيين السابقين. من جهة أخرى، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان أمس الجمعة بتعديل قوانين المحكمة العراقية الخاصة عبر مشاركة اوسع للخبراء الدوليين تؤمن محاكمة عادلة وذلك قبل بدء المراحل الأولى من محاكمة قادة حزب البعث المتوقعة الاسبوع المقبل. وأكد ريتشارد ديكر مدير برنامج العدالة العالمي في هيومان رايتس ووتش ان «المحكمة العراقية الخاصة فيها ثغرات جدية ازاء ضمان حقوق الانسان». وقال في بيان تلقته فرانس برس «الحكومة العراقية بحاجة الى تغيير الآلية بحيث تؤكد ان المحاكمات ستكون عادلة». واضاف «ان محاكمة القادة العراقيين السابقين وفق القواعد الحالية قد يعني تفويت الفرصة لمحاكمة صدام (حسين) وكبار قادته بطريقة تتمتع بمصداقية في اعين العالم» واعتبر البيان «ان تركيبة المحكمة لم توفر قضاة ومدعين عامين لديهم خبرة كافية للنظر في قضايا المجازر الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية». واضافت المنظمة في بيانها «يحول نظام المحكمة دون مشاركة الخبراء الدوليين بصفة مدع عام فيما يسمح بمشاركة قضاة دوليين لكن ذلك لم تتم الموافقة عليه بعد» معربة عن قلقها «من نقص الخبرة الضرورية في المحكمة نظراً لتعقيد آلية الادعاء في هذا النوع من القضايا والوضع الراهن للنظام القضائي العراقي». واشار البيان الى ثغرات في قوانين المحكمة العراقية الخاصة «لا توفر ضمانات كافية لمحاكمة عادلةش بما فيها «ضمانات واضحة بعدم استخدام الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب، اثبات التهمة بما لا يقبل الشك» لافتة الى ان المتهم الذي تدينه المحكمة قد يواجه عقوبة الموت «مما يمنع الاممالمتحدة من ان تمد المحكمة بالمساعدة التقنية التي تحتاجها بشكل كبير». وذكرت «هيومان رايتس ووتش» ان العديد من قادة حزب البعث المتوقع ان يمثلوا امام المحكمة «امضوا اكثر من عام في السجن من دون الحصول على مشورة قانونية. كما ان محامي صدام (حسين) لم يتمكن الا مؤخراً من لقاء موكله». وقالت «ان استجواب المشتبه به، بغض النظر عن فظاعة الجرائم المتهم بها، لا يمكن ان يجري من دون حضور وكلاء الدفاع الا اذا وافق المتهم». وشددت المنظمة الدولية لحقوق الانسان على ضرورة محاسبة المعنيين بالمجازر الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت في عهد حكم البعث مطلع التسعينيات. وكانت المحكمة العراقية الخاصة قد اعلنت الخميس ان استجواب مسؤولين في النظام السابق يبدأ الاسبوع المقبل بحضور مراقبين دوليين. في إطار آخر، قال عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان اجمالي عدد اللوائح الانتخابية التي تمت المصادقة عليها للمشاركة في الانتخابات العامة التي ستجرى في الثلاثين من الشهر المقبل بلغ 105 لوائح للكيانات السياسية والمستقلين . وأضاف عادل اللامي في تصريح لمراسل وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) «إن عملية المصادقة على لوائح الكيانات السياسية والمستقلين في الخامس عشر من الشهر الجاري اغلقت على 105 لائحات». وأوضح « أن نحو اربعة الى خمسة كيانات وجميعها فردية انسحبت من المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة».وأشار الى ان اجمالي عدد الكيانات السياسية والحزبية والافراد التي تمت المصادقة عليها للمشاركة في الانتخابات بلغت 233 كيانا سياسيا وحزبيا وأفراداً مستقلين». وشرعت الاحزاب والكيانات السياسية والاشخاص المشاركون في الانتخابات العامة المقبلة بالاعلان عن برامجها الانتخابية عبر لقاءات جماهيرية ونشر لافتات وملصقات تحث العراقيين على المشاركة في الانتخابات واعتبار ذلك واجباً دينياً ووطنياً للخلاص من الاحتلال الامريكي للبلاد وتشكيل حكومة عراقية منتخبة حيث ستستمر هذه الحملة حتى الثامن والعشرين من الشهر المقبل. العودة للفلوجة ٭ على صعيد آخر، صرح محمد إبراهيم رئيس بلدية الفلوجة بأن الأسر التي فرت من المدينة بسبب الهجوم الذي شنته القوات الأمريكية عليها بدأت أمس الجمعة العودة إلى بعض أحياء المدينة. وقال إبراهيم «القوات الأمريكية ستسمح للعائلات بالعودة إلى الأندلس» مشيراً إلى ضاحية في جنوب غرب الفلوجة. ولم تظهر أي أدلة فورية على بدء عودة السكان. وفر أكثر من 200 ألف من سكان الفلوجة وعدد كبير منهم بحاجة لمساعدات نظراً لانخفاض درجة الحرارة ليلاً في العراق إلى ما دون الصفر.. ومنعت القوات الأمريكية حتى الآن سكان الفلوجة من العودة إلى ديارهم قائلة ان الخدمات الأساسية يجب أن تعاد أولاً. وانقطعت المياه والكهرباء عن المدينة منذ الهجوم الأمريكي الذي دمر أيضاً مئات المباني وقطع خطوط الكهرباء والهاتف. تحذير إيراني من جانب آخر، حذر الزعيم الإيراني المتشدد آية الله جنتي خلال خطبة صلاة الجمعة بطهران العراقيين من عمليات تزوير أو غش في الانتخابات العراقية القادمة ودعا الشعب العراقي إلى الحيطة والحذر في هذا الصدد.. كما دعا أحمد جنتي الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام لمجلس صيانة الدستور في إيران الشعب العراقي إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التي ستجري نهاية شهر يناير المقبل مطالباً إياهم انتخاب من ينفطر قلبه على العراق ويعمل لمصلحة الشعب العراقي. وقال جنتي: على العراقيين إيجاد قوة شعبية من خلال انتخاب مجلس منتخب يمثل كافة أطياف الشعب العراقي على اختلاف شرائحه مضيفاً ان طريق خلاص الشعب العراقي من الوضع الصعب الذي يعيشه هو انتخاب مجلس يخدم مصالح الشعب. وأشار آية الله جنتي إلى ما فعله الديكتاتور صدام حسين بالشعب العراقي وأكد ان طريق الخلاص الوحيد للعراقيين انتخاب مجلس يدافع عن مصالح العراقيين في وجه الأطماع الحالية.. ودعا الزعيم الإيراني المتشدد الشعب العراقي إلى توخي الحيطة والحذر أثناء إجراء الانتخابات نظراً لإمكانية حدوث تزوير يمكن أن يؤثر على نتيجة الانتخابات. من جهته شن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي هجوماً على وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان الذي زعم بأن إيران العدو رقم واحد للعراق بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية واعتبر تصريحاته بأنها غير مسؤولة ولها دوافع دعائية في ظل الحملة الانتخابية التي بدأت في العراق.