سلم فصيل جيش الإسلام كافة أسلحته الثقيلة وغادر قياديو الصف الأول الغوطة الشرقية قرب دمشق بموجب اتفاق إجلاء من مدينة دوما، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، لتنتهي بذلك إحدى أكبر معارك الحرب السورية الدامية. وقال المرصد إن قوات النظام لم تدخل بعد إلى مدينة دوما، لكن الجيش الروسي أعلن ارتفاع علم النظام في المدينة، معتبراً أنه "مؤشر على السيطرة عليها وبالنتيجة على الغوطة الشرقية كاملة". وكانت دوما الجيب الأخير لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، وتتواصل عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين منها، بموجب اتفاق تم التوصل إليه تحت ضغط قصف مدمر وهجوم بالغازات السامة. وأعلن قيادي في جيش الإسلام المعارض أمس أن موافقة فصيله على الخروج من الغوطة الشرقية جاءت بسبب "الهجوم الكيميائي" والغارات. عند معبر الوافدين شمال دوما الذي تتم عبره عملية إجلاء مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم، شاهدت مراسلة فرانس برس عشرات العناصر من الشرطة العسكرية الروسية والسورية. وفي نقطة تجمع قريبة، شاهدت حافلات تقل أشخاصاً من دوما ينتظرون اكتمال القافلة قبل انطلاقها باتجاه الشمال السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "معظم قيادات جيش الإسلام من الصف الأول، وبينهم قائده العام عصام بويضاني، غادرت دوما فجر الأربعاء ووصلت إلى الشمال السوري مساءً". وأشار إلى أن مقاتلي جيش الإسلام في دوما سلموا كافة أسلحتهم الثقيلة، وبينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، إلى الشرطة العسكرية الروسية الأربعاء. ومنذ التقارير التي أفادت في نهاية الأسبوع الماضي عن هجوم ب"غازات سامة" على دوما تسبب بمقتل العشرات، صعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لهجته ضد النظام وتهديداته بتنفيذ ضربة عسكرية ضده. وبعد أن بدا خلال اليومين الماضيين، أن تنفيذ الضربة وشيك، أضفى تصريح لترمب أمس ضبابية بشأن التوقيت، إذ قال في سلسلة تغريدات: "لم أقل قط متى سيشن هجوم على سورية، قد يكون في وقت قريب جداً أو غير قريب على الإطلاق". وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس أن لديه "الدليل" على أن قوات الأسد نفذت الهجوم الكيميائي في دوما، لكنه قال إن الرد على الهجوم الكيميائي سيتم في "الوقت الذي نختاره". الى ذلك ناقشت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي التطورات الحالية في سورية في مكالمة هاتفية الخميس، وذلك بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت. وأوضح زايبرت امس أن المكالمة تناولت "القلق المشترك بشأن الهجوم الأخير بالغاز السام وخطر انحسار الرفض الدولي لاستخدام أسلحة كيميائية". وأضاف المتحدث باسم الحكومة الاتحادية أن ميركل وماكرون يعتزمان أيضا التنسيق بشكل وثيق سويا وكذلك مع الحلفاء. Your browser does not support the video tag.