اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من «جيش الإسلام» قرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية أمس، في وقت أفادت معلومات بأن المفاوضات متواصلة بين الجانب الروسي وأكبر فصائل المعارضة في الغوطة في شأن اتفاق إجلاء مقاتلين ومدنيين من المدينة، على غرار اتفاقي حرستا والقطاع الجنوبي من الغوطة، في اتجاه شمال البلاد الذي يضمّ آخر معاقل المعارضة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات جرت ليل السبت- الأحد في مزارع الريحان قرب مدينة دوما التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة. وترافقت المعارك مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، أدّت إلى مقتل خمسة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها. ولفت «المرصد» إلى أن المفاوضات مع الجانب الروسي وصلت إلى مراحل متقدمة في شأن «مصالحة» مع النظام في المدينة. وطالب «جيش الإسلام» بنقل رافضي «المصالحة» مع النظام من مدنيين ومقاتلين، إلى منطقة القلمون الشرقي. من جهته، لفت التلفزيون السوري الرسمي إلى أن وجهة خروج المسلحين الرافضين للاتفاق لا تزال موضع خلاف بين الطرفين. وينصّ الاتفاق وفق «المرصد»، على دخول عناصر من الشرطة العسكرية الروسية المدينة وتثبيت مقرّات ونقاط لها داخلها، فيما يبقى الموافقون على «المصالحة» في المدينة على أن تعود الدوائر الرسمية التابعة للنظام للعمل داخلها. ويشمل الاتفاق أيضاً إفراج «جيش الإسلام» عن آلاف المختطفين والأسرى مقابل إخراج النظام السوري آلاف الجرحى والمرضى ونقلهم لتلقي العلاج بضمانة روسية. ولفت مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إلى أن وضع «جيش الإسلام» مختلف عن وضعي «فيلق الرحمن» وحركة «أحرار الشام» في بقية مناطق الغوطة، إذ إن «جيش الإسلام» يمتلك ورقة احتجازه لأسرى من القوات النظامية، إضافة إلى كونه أول من وقّع على اتفاقيات آستانة التي رعتها روسيا إلى جانب تركيا وإيران. وكان قائد «جيش الإسلام» عصام بويضاني أكّد أول من أمس بقاء الفصيل المعارض في دوما. وقال عبر تسجيل صوتي بُثّ عبر الإنترنت ، إن المقاتلين لن يخرجوا من مدينة دوما المحاصرة، مؤكداً أن وجودهم قرب دمشق هو «نصر للثورة السورية»، ويجب «الحفاظ على هذه القوة». واعتبر أن الحملة العسكرية على الغوطة «موقتة» وسيعقبها «نصر عظيم»، محذراً من أن النظام يخطط للتوجّه إلى مناطق المعارضة في درعا وإدلب بعد الانتهاء من الغوطة، داعياً فصائل درعا إلى مؤازرته. وفي وقت سابق، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر عسكري قوله إن مفاوضات تجري بين النظام وروسيا مع «اللجنة المدنية» في دوما، ستؤدي إلى «اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة مصالحة بعودة مؤسسات الدولة إليها مقابل بقاء مسلحي جيش الإسلام من دون دخول قوات نظامية».