أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) أنه تم رفع العلم السوري في مدينة دوما قرب دمشق، ما اعتبرته مؤشراً إلى أن القوات الحكومية سيطرت على الغوطة الشرقية بالكامل. ولم يصدر أي تأكيد بعد من قبل النظام السوري في شأن السيطرة على دوما، التي كانت آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية» الجنرال يوري يفتوشينكو قوله «وقع اليوم حدث مهم للغاية في تاريخ سورية، حيث رُفع علم النظام فوق مبنى في مدينة دوما، ما يعد مؤشراً إلى السيطرة عليها وبالنتيجة على الغوطة الشرقية كاملة». وبث التلفزيون الروسي مشاهد تظهر العلم السوري معلقاً على مبنى لم يتم تحديده، فيما بدت حشود تلوح بالأعلام السورية وسط أبنية تحمل آثار القصف. وأفادت وزارة الدفاع الروسية اليوم بأن شرطتها العسكرية بدأت بتسيير دوريات في دوما غداة الإعلان عن خطة الانتشار. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن بيان لوزراة الدفاع أنه «من اليوم، تعمل وحدات الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية في مدينة دوما. إنهم ضامن للحفاظ على القانون والانضباط في المدينة». وذكر الجيش الروسي أن الوضع في دوما يعود إلى طبيعته، فيما تم إجلاء 166 ألفاً و644 شخصاً من المدينة عبر ممر إنساني. وانتشرت الشرطة العسكرية الروسية داخل دوما هذا الأسبوع في إطار اتفاق مع «جيش الإسلام». وفي غضون ذلك، سمحت فصائل «درع الفرات» الموالية لأنقرة أمس، لقافلة آتية من مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق، تقل ثلاثة آلاف و800 شخص، بينهم 1300 مقاتل من «جيش الإسلام» بدخول مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت الفصائل منعت القافلة المذكورة من الدخول، ما دفع العشرات في مدينة الباب في شمال سورية الى التجمع احتجاجاً على ذلك. ولفت المرصد السوري إلى «بدء دخول قافلة المهجرين الثانية من دوما، إلى مناطق سيطرة قوات عملية درع الفرات، في القطاع الشمالي الشرقي من محافظة حلب، بعد أكثر من ثماني ساعات على منعها من الدخول»، موضحاً أن هذا الأمر تم «بأمر من السلطات التركية». وأوضح المرصد أن القافلة كانت «عالقة في المنطقة الفاصلة بين آخر حاجز لقوات النظام في قرية أبو الزندين، وأول نقطة للفصائل السورية في منطقة الباب». وانتظرت قافلة مماثلة الثلثاء الماضي ساعات طويلة، قبل أن تسمح لها فصائل «درع الفرات» بدخول منطقة الباب، بعدما تم أخذ كل الأسلحة التي كانت بحوزة اكثر من 1100 مقاتل من «جيش الإسلام» على متنها. وغادر قائد فصيل «جيش الإسلام» عصام بويضاني الغوطة الشرقية وسلم مقاتلوه كافة أسلحتهم الثقيلة، بموجب اتفاق اجلاء من مدينة دوما أعلنت عنه دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «معظم قيادات جيش الإسلام، وبينهم عصام بويضاني، من الصف الأول غادت دوما فجر أمس، ووصلت الى الشمال السوري مساء»، مشيراً إلى أن مقاتلي الفصيل المعارض «سلموا كل اسلحتهم الثقيلة، وبينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، إلى الشرطة العسكرية الروسية الأربعاء أيضاً». وكانت دمشق أعلنت الأحد الماضي التوصل الى اتفاق لإخراج مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» من مدينة دوما، قبل ان يبدأ تطبيقه. وتم بموجبه اجلاء قافلتين أقلتا حوالى سبعة آلاف و500 شخص، بينهم أكثر من 2400 مقاتل باتجاه منطقة الباب. ومن المفترض وفق ما اعلنت موسكو خروج حوالى ثمانية آلاف مقاتل، و40 ألف مدني. وينص الاتفاق، وفق مفاوضين، على انتشار شرطة عسكرية روسية في المدينة. وفي اطار اتفاق مبدئي أعلنته روسيا، خرج الأسبوع الماضي مئات المقاتلين والمدنيين من دوما، لكنه سرعان ما تعثر تطبيقه ليستأنف الجيش السوري حملته العسكرية للضغط على «جيش الإسلام»، لتعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين انتهت باتفاق الإجلاء الذي أعلنته دمشق.