حمّل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، موسكو «مسؤولية غير مباشرة» عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون، وقال عشية زيارته المنتظرة إلى موسكو غداً الثلثاء، إن الولاياتالمتحدة تتوقع أن تعيد روسيا التفكير في تحالفها مع الأسد. وقالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة إنها ترى أن تغيير النظام في سورية إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب، في وقت حذر تحالف من ميليشيات مؤيدة للنظام السوري مدعومة من روسيا وإيران من أنها سترد على أي «عدوان أميركي» في المستقبل وأن الضربات الصاروخية الأميركية تجاوزت «الخطوط الحمر» (للمزيد). وقالت هايلي في مقابلة مع برنامج «ستيت أوف ذا يونيون» بثتها شبكة «سي أن أن» أمس، إن أولويات واشنطن هي: هزيمة تنظيم «داعش» والتخلص من النفوذ الإيراني في سورية، وإزاحة الرئيس بشار الأسد. وأضافت هايلي: «لا نرى سورية سلمية مع وجود الأسد». وتمثل تعليقات هايلي تغييراً لما قالته قبل أن تشن الولاياتالمتحدة هجوماً على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» الخميس الماضي، رداً على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية. وكانت قالت قبل الهجوم: «أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة». واتخذ تيلرسون موقفاً مشابهاً في ما يتعلق بالأسد، إذ قال إن أولوية واشنطن هي هزيمة «داعش». واعتبر في مقابلة بثت أمس أنه بمجرد تقليل خطر «داعش» أو إزالته «أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى تحقيق استقرار الوضع في سورية». وزاد: «إذا تمكنّا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مناطق بسط الاستقرار في سورية، فحينها أعتقد أننا نأمل في أن تكون لدينا الظروف اللازمة لبدء عملية سياسية مفيدة». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سورية، لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الأسد في السلطة. وأضاف أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف النار. وقبل وصوله إلى موسكو غداً الثلثاء، قال تيلرسون أمس: «أعتقد أن الفشل الحقيقي هو فشل روسيا في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقات للأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في 2013. الفشل المتعلق بالضربة الأخيرة، والهجوم الأخير المروع بالأسلحة الكيماوية هو إلى حد بعيد فشل من جانب روسيا في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي». وانتقد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون دعم روسيا الأسد، واصفاً الهجوم الكيماوي بأنه «جريمة حرب وقعت تحت أنظارها». وكتب في صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس: «روسيا مسؤولة مسؤولية غير مباشرة عن سقوط كل قتيل مدني الأسبوع الماضي. إذا كانت روسيا تريد ألا تتحمل مسؤولية هجمات في المستقبل فإن (الرئيس) فلاديمير بوتين بحاجة إلى تفعيل الالتزامات وتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيماوية إلى الأبد والتواصل بشكل كامل». وقال مركز ل «القيادة المشتركة» يضم روسيا وإيران وتحالفاً لجماعات مسلحة يدعم الأسد، إن الضربات الأميركية تجاوزت «الخطوط الحمر». وأضاف المركز في بيان نشره «الإعلام الحربي» التابع له، أنه سيرد من الآن فصاعداً على أي عدوان وسيرفع مستوى دعمه الأسد. وأضاف: «سنعمل مع الجيش السوري لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الاحتلال أياً كان». وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن المرشد الإيراني علي خامنئي قال خلال لقائه قادة عسكريين إن «العدوان الأميركي على سورية خطأ استراتيجي، وإن الأميركيين يكررون أخطاء أسلافهم».