لم يستوعب بعضنا بعد ما حدث من متغيرات إيجابية سريعة في بلادنا على كل الأصعدة والمسارات فوقع المتغيرات وجديتها أصاب بعضنا بالذهول والدهشة خصوصاً وأنه ممن لم يعهد مثلها من قبل ولم يستوعب بعد كل تلك النقلات العملاقة والمستحقة حين تحققت في زمن قياسي سابقنا فيه قيادة وشعب سرعة الضوء، فحين بدأنا نشاهد هذا الانفتاح الاجتماعي المنشود والعودة لممارسة حياتنا الطبيعية بعد أن كدنا نفقدها في زخم معايير الأفكار الدخيلة على مجتمعنا ابتسم المجتمع لهذا التغيير ورحب به وهذا ظاهر للعيان من خلال حجم إقبال جموع المواطنين على تلك الفعاليات الثقافية والفنية والخيرية والرياضية، وغيرها من الفعاليات والتي نجح كثيرها وفشل قليلها حين خرج عن النص، لذلك علينا كمواطنين بوعينا وإدراكنا لقيمة هذا الانفتاح أن ننجح في تحقيق المزيد من الخطوات الراسخة نحو انفتاح معتدل متوازن مع قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة من خلال تقديم الوسطية السمحة في كل شأن يخص حياتنا الاجتماعية فالاتزان في ممارسة الحريات الشخصية وفق ما يمليه علينا ديننا الحنيف وأخلاقياتنا الأصيلة، ورقابتنا الذاتية هو ما ننشد الوصول له لتحقيق انفتاح يكون نموذجاً رائداً للدول العربية والإسلامية، ومضرباً للمثل في المجتمعات الغربية. وحتمًا ستقع بعض الأخطاء غير المحسوبة مرة ومرتين وثلاثة وستعالج وتصحح من مسارها لتصل بنا إلى بر الاعتدال والوسطية فمن لا يخطئ فهو بلا شك لا يعمل ومثل هذا العمل يحتاج لمن يعمل ويعمل ليل نهار ولا يتوقف عن العمل، وغالبًا سيواجه بعض العثرات والمطبات هنا وهناك فهي مصاحبة لكل البدايات، لذلك علينا أن نكون أكثر حذرًا ووعيًا من السقوط في شباك التيارات، وأن لا تجرنا لمعسكرها المضاد والمؤمن بالتحرر المطلق والمنسلخ من قيمنا وثوابتنا وهويتنا الإسلامية العربية السعودية، فجميعها متأصلة فينا وتلزمنا على عيش الحرية لا التحرر والوسطية لا الغلو والاستقلالية لا التبعية المعلبة. لنعش حياتنا الطبيعية التي نريد لها أن تكون بعفويتنا وسماحتنا بعيدًا عن الغلو أو الانفلات، ولنفرح ونعش حرية الحياة بأخلاقنا المتجذرة فينا لا بأخلاق التيارات، ولنعد إلى دورة حياتنا الطبيعية بأناقة تحفظ لنا رونقنا المعهود أمام المجتمعات الأخرى وأمام أنفسنا وأمام ثقة قادتنا بنا، فتخلصنا من تلك الرواسب الدخيلة لا يعني بالضرورة أن نتخلص معها من كل قيمنا وثوابتنا الجميلة والتي حافظنا عليها وتوارثناها جيلاً بعد جيل فالحشمة والحياء والكرم والإيثار والنخوة والشهامة والفروسية ونبل الأخلاق هي أصالتنا وقيمتنا المتوارثة منذ أن خلق العزيز أجدادنا الأوائل على وجه البسيطة، وهي ما يشدد عليها ولاة أمرنا في كل حين من خلال تمسكهم بتلك الثوابت الراسخة والتي رفعت من مكانة السعودية والسعوديين بين دول العالم. Your browser does not support the video tag.