بدأت ظهر الاثنين عملية إجلاء مقاتلين من «جيش الإسلام» مع أفراد من عائلاتهم من مدينة دوما آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وفق ما أفادت وكالة أنباء النظام (سانا). وأوردت وكالة سانا خروج دفعة حافلات من مدينة دوما على متنها عدد من عناصر «جيش الإسلام» وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس. وتتوقف الحافلات بعد خروجها عبر معبر الوافدين الواقع شمال دوما، عند نقطة تجمع تمهيداً لانطلاق القافلة إلى مدينة جرابلس، الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة في محافظة حلب. ويأتي بدء خروج الحافلات غداة إعلان الجنرال في الجيش الروسي يوري ايفتوشينكو وفقاً لوكالة انترفاكس، التوصل إلى «اتفاق مبدئي» لعملية «الإجلاء» دون تحديد موعد بدء التطبيق. ولم يُصدر «جيش الإسلام» حتى اللحظة أي تأكيد للاتفاق أو تعليق عليه، في وقت قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «هناك محاولات لإقناع الجناح المتشدد في جيش الإسلام بعدم إعاقة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الروس». ونشر «جيش الإسلام» على موقع يوتيوب الأحد شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير. ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول «باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها. من يريد أن يخرج فليخرج لكن لا يشوش علينا». ولطالما كرر قادة «جيش الإسلام» رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى، خلال المفاوضات مع روسيا. وقالت مصادر من داخل دوما ل»الرياض»: إن مقاتلي «جيش الإسلام» وأسرهم وبعض المدنيين اختاروا التوجه إلى «جرابلس» الخاضعة لسيطرة تركية مع بعض الفصائل المعارضة. كما تم الاتفاق بأن تقوم الشرطة الروسية بالانتشار في مدينة دوما تمهيداً لتشكيل مجلس محلي لدوما توافق عليه دمشق، حيث من المتوقع أن يختار بعض أهالي دوما البقاء في مدينتهم ويزيد عدد المدنيين في دوما عن مئة ألف. وفي حديث ل»الرياض» قال المستشار السياسي للهيئة العليا للمفاوضات نمرود سليمان إن الغوطة كانت أكثر منطقة مهمة «جيوسياسياً» سيطرت عليها المعارضة منذ العام 2011، وذلك لقربها من دمشق وتمركز أكثر من 15 ألف مقاتل فيها صمدوا لخمس سنوات وهذا إن دل على شيء فهو يدل على فداحة الخسارة. وعن المغزى من التوقيت الذي سقطت فيه الغوطة يكشف سليمان عن لقاء ثلاثي مرتقب في الرابع من أبريل بين بوتين وروحاني وأردوغان (استانة) ويأتي هذا اللقاء بعد نجاح بوتين في الدورة الانتخابية، وتحقيق أردوغان هدفه من حملة عفرين، وترقب إيران لقرار ترمب حول الاتفاق النووي في مايو، حيث جلبت اللحظة التاريخية والمصالح المشتركة والشهية الأميركية المفتوحة للنفوذ في سورية هذه الدول لتقارب غير مسبوق في محاولة لمواجهة النفوذ الأميركي. ففي نفس اللحظة التي دخل فيها الأتراك لعفرين تم اقتحام الغوطة ومع إتمام السيطرة على عفرين كان من المطلوب أن ينهي بوتين المهمة في الغوطة. حيث يقول سليمان إن «جيش الإسلام» طلب مهلة 10 أيام لأخذ قرار نهائي بشأن الخروج إلا أن الروس كانوا مصرين على إنهاء المسألة قبل الاجتماع الثلاثي المرتقب في 4-4 مهما بلغت التكاليف. وبحسب معلومات سليمان فإن الصفقة المقبلة ستكون خروج تنظيم القاعدة من جسر الشغور بطلب تركي مقابل خروج الوحدات الكردية من تل رفعت، إذ تعتبر جسر الشغور بوابة المعارضة الوحيدة باتجاه الساحل وحماة. Your browser does not support the video tag.