من أكبر الأخطاء التي لازلنا نعاني منها على مستوى الدراما المحلية، الاهتمام فقط بالممثل المنتج وسهولة الأمر لأي مسؤول يأتي للتلفزيون وينوي دعم الدراما السعودية، ونتناسى كثيراً الأمر الأهم وهو النص الدرامي، لذلك نجد أعمالاً محلية لا تمت للواقع المحلي بأي صورة، بل أحياناً تمثل إساءة كبيرة له، ولا يلام المنتج على ذلك لأنه يتعامل مع الأمر تجارياً وسيركز اهتمامه بطبيعة الحال على المصروفات في المقام الأول وتسليم العمل في الوقت المتفق عليه. ما دعاني لتناول هذه المقدمة هو متابعتي لمسلسل يفترض أنه سعودي "حب بلا حدود" ويعرض على قناة MBC وهو في الحقيقة إساءة كبيرة للدراما السعودية إذا كان محسوباً عليها نظراً لمشاركة العديد من الممثلين السعوديين فيه، فأنا أستغرب الركاكة الدرامية الموجودة بهذا المسلسل ولا أعتب على قناة MBC لأنها في الآونة الأخيرة أصبحت تعرض مسلسلات ذات مستوى منخفض من ناحية الذائقة والمهم لديهم أصبح عرض الأعمال الخليجية مهما كانت نوعيتها ومستواها. أعود لمسلسل "حب بلا حدود" وأعتبره استمرارية للخواء الفكري والثقافي لمن يتاجر باسم الدراما السعودية، ويجد الأبواب مفتوحة له، لإيهامه أن الإنتاج السعودي مطلوب وأن المشاهد السعودي يتقبل أي عمل فيه محلية، وهذا الأمر تسبب في ضعف الإنتاج المحلي وعدم ثقة المشاهد به، ويجعلنا نتساءل ألا يوجد مكنون ثقافي سعودي ثري لأدباء ومثقفين سعوديين، من الممكن عكس تجربتهم درامياً، واحترام واقعنا الدرامي واحترام المشاهد بالمقام الأول. محزن ما يحدث، أعمال سعودية ثرية بالقصة والرواية مهملة، ولا أحد يقترب منها، ونجد أنفسنا مع مسلسلات وأعمال هابطة ذوقياً بكل ما تعنيه الكلمة، ولو كان من يريد دعم الدراما المحلية والخروج بأعمال سعودية محترمة، اشترط على المنتجين أعمالاً ذات قيمة ثقافية لأسماء سعودية معروفة، لتبدل الواقع، وتعرف الآخرون علينا بطريقة واقعية وصادقة عكس ما يحدث حالياً. أزمة النص نعاني منها منذ سنوات، ونعرف أن تغيب المسرح والسينما عن ثقافتنا وفننا السعودي، هو من الأسباب الكبيرة بهذا الأمر، ولكن كان بالإمكان استغلال الملايين التي تدفع للأعمال الدرامية، وتقديم أعمال لائقة ومحترمة. حديثي ليس مركزاً على "حب بلا حدود" ولكنه كان أقرب شاهد لغياب النص الدرامي، وغياب الحبكة الدرامية، فما شاهدته بصراحة مستوى هزيلاً، حتى أنني في أحد المشاهد، تمنيت لو قام أحد الأطباء لدينا برفع قضية على المسلسل، نتيجة للحوار "الشوارعي" بين طبيب وطبيبة يمثلون بلدهم في أحد مخيمات اللاجئين، كانت لغة حوار سيئة، وتصوير غير جيد لعلاقة الطبيب بالطبيبة خلف الكواليس، وهذا جزء من كم لا مجال لذكره هنا. Your browser does not support the video tag.