يستعد المخرج البحريني محمد القفاص للتعاون مع الفنان حسن عسيري في عمل درامي قيد الكتابة، وكشفت «عكاظ» عن تفاصيل التعاون الفني بين الطرفين في جسلة خاصة جمعتهم في العاصمة اللبنانية في بيروت الشهر الماضي. وأرجع القفاص سبب غيابه عن الدراما الرمضانية هذا العام بسبب رغبته للراحة بعد عشر سنوات من العمل المتواصل لدراما رمضان، مبينا أن 50 % من أعمال رمضان عرضت عليه لكنه رفضها بسبب حاجته للراحة بعد انتهائه من إخراج مسلسل «الحب المستحيل». وقال القفاص: «كانت لدي رغبة في أخذ قسط من الراحة ومطالعة الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام بعيدا عن الضغط النفسي». وأضاف: «اكتشفت خلال هذه الفترة العديد من الأمور المهمة لي كمخرج حيث استطعت أن أحكم على الأعمال المقدمة دون أن أدخل في مقارنة مع عمل لي وتوصلت لمعرفة أسباب الخلل والتميز والقنوات التي تستقطب الأعمال الأميز». ورأى القفاص أن فترة الاستراحة منحته فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة في عالم الدراما ودعمها. ولفت القفاص إلى أنه يستعد في الفترة المقبلة لإخراج مسلسلين جديدين تحت عنوان: «الحلال والحرام»، وهو من إنتاج صباح بيكتشرز. ومسلسل «نساء بلا رجال» وهو مسلسل اجتماعي جديد سيكون مختلفا عما قدم من أعمال درامية في الفترة الماضية. ونفى القفاص أن تكون الدراما الخليجية ضعيفة، مشيرا إلى وجود أعمال قوية لاقت استحسان الجمهور، مؤكدا أن الدراما الخليجية تميزت على مستوى الكم والكيف، والكلام نفسه ينطبق على الدراما العربية التي إن غابت في بعض السنوات يبقى وجود نجوم كبار مثل يحيى الفخراني وصلاح السعدني القادرين على النهوض بالدراما. وأشار المخرج البحريني إلى أن الدراما تشهد تنوعا كبيرا في الأعمال المقدمة، فهناك أعمال كوميدية هدفها الابتسامة وإسعاد الناس، وفي المقابل هناك دراما اجتماعية تحاكي الواقع المعاش، مؤكدا أن هذا النوع من الدراما ولو حمل الطابع التشاؤمي الحزين إلا أنه يمثل المجتمع وهو انعكاس له. وأكد أن كل نوع من أنواع الدراما يحمل هدفا حتى الدراما التراثية التي تحمل القصص والأشعار والوقوف على الأطلال ففيها عبرة وعظة يستفيد منها المشاهد وتؤثر فيه بدرجة كبيرة. ولفت القفاص إلى أن الدراما تجسد الإنسان بكل حالاته، والدراما تؤثر به لدرجة كبيرة خصوصا أن الإنسان شخص حالم عاطفي تؤثر فيه المشاهد الدرامية الحزينة التي يستخدمها بعض القائمين على الأعمال الدرامية لجذب المشاهد، مشيرا إلى أن الكتاب أصبحوا يركزون على القضايا التي تؤثر في المجتمع وتعكس واقعهم وهو أمر إيجابي يرتقي بالدراما الخليجية. وعن عدم إخراجه لمسلسل يحاكي التعايش بين الطوائف في ظل الاضطرابات الحاصلة في بعض المجتمعات خصوصا في البحرين قال القفاص: «لست حريصا على مثل هذه الأعمال لأنها ستعمق الاحتقان الطائفي بين المجتمعات ولو قصد بها المعالجة، مستشهدا بمسلسل الحسن والحسين الذي أجج الطائفية أكثر مما حاول أن يطفئها، مشيرا إلى أن بعض القنوات تستغل مثل هذه الأعمال لتعميق الخلاف والصراع بين أفراد المجتمع، مؤكدا على حرصه على تقديم مسلسلات مفيدة للمجتمع. وانتقد القفاص حالة الضعف الإخراجي لدى مخرجي الخليج، وقال: لا أحب أن أتكلم في ناحية الإخراج فالأمر متروك للمشاهد لكن في الحقيقة نحن نعاني من ضعف كبير في العنصر الإخراجي ففي كل خمس سنوات، وأحيانا عشر سنوات يخرج لنا مخرج واعد، أما باقي المخرجين فهم منفذون. ولاحظ القفاص وجود مخرجين أصحاب قدرات ضعيفة تماما كما يوجد ممثلون ضعيفو الموهبة يبحثون عن الكسب المادي وجذب المشاهد. وحمل القفاص بشدة على بعض المنتجين الخليجيين الذين يستقطبون مخرجين سوريين ضعيفين، معتبرا أن هؤلاء يسيئون للدراما الخليجية، وقال: «مثل هؤلاء المخرجين مستحيل أن يعملوا في بلادهم لأنهم سينكشفون بسرعة بينما نعتبر نحن حقل تجارب بالنسبة لهم كما أنهم مستعدون للعمل بأبخس الأثمان على حساب جودة العمل وقوته».. وامتدح القفاص الكوميديا السعودية التي تتطور بوجود المخرجين عامر الحمود وعبدالخالق الغانم والفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، إضافة للفنان حسن عسيري الذي شكلت أعماله رافدا قويا للدراما السعودية، وعملت صدمة للمجتمع السعودي، لكن القفاص رأى أن المجتمع يجب أن يكون أكثر نضجا في تقبل الدراما لأنه ليس من الضرورة إظهار المجتمع بشكل مثالي وكأنه معصوم من الأخطاء، مشددا على أن مهمة الدراما إظهار العيوب ووضع حلول لها فهي تحاكي واقع المجتمع ولاتخرج عنه.