قدم امان تولييف حاكم منطقة كيميروفو الروسية استقالته الاحد على خلفية الحريق الهائل في مركز تجاري الذي أوقع 64 قتيلا على الأقل 41 منهم من الأطفال، في مدينة كيميروفو الاسبوع الماضي. واكد تولييف الذي كان حاكم المنطقة الغنية بمناجم الفحم منذ 1997 في تسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق نشره مكتبه إنه لا يستطيع الاستمرار في منصبه "مع مثل هذا الحمل الثقيل" مضيفا إن استقالته "هي الخيار الوحيد الصحيح". وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين قبل استقالته. واجتاح الحريق مركزا تجاريا في مدينة كيميروفو الصناعية في غرب سيبيريا الاحد الماضي مما اثار صدمة في روسيا. وفقد بعض الاهالي جميع أبنائهم في المأساة التي كان اصغر ضحاياها في الثانية من العمر. وقال العديد من الأشخاص الذين فقدوا اقارب لهم في الحريق، إنهم قضوا بسبب تقصير فرق الاطفاء في عملها وافتقارها للمعدات والمهارات اللازمة. وتعرض تولييف نفسه لانتقادات حادة لعدم تفقده مكان الكارثة في الايام الاولى لوقوعها، وعدم لقائه العديد من الأقارب الغاضبين. وبوتين الذي زار كيميروفو الثلاثاء الماضي، رفض اساسا إقالة الحاكم البالغ من العمر 73 عاما رغم احتجاجات نادرة عادة في المدينة. وقدم تولييف اعتذاره لبوتين بسبب التظاهرات التي دعا فيها المحتجون إلى استقالة بوتين ايضا، واصفا منظميها بمثيري المشاكل. وقال مسؤولون بعد الكارثة أن العديد من معايير السلامة لم يتم احترامها، وجهاز الانذار كان معطلا والموظفون لم يطبقوا بشكل صحيح إجراءات الطوارئ. وقال الكرملين إنه تم تعيين سيرغي تسيفيليوف، نائب تولييف منذ آذار/مارس، حاكما بالانابة. وبرزت تكهنات منذ وقت طويل بمغادرة تولييف منصبه. ومنطقة كيميروفو الغنية بمناجم الفحم والبالغ عدد سكانها 2,7 مليون نسمة تعتبر إحدى أكثر المناطق المضطربة في روسيا، ويخشى البعض أن تتسبب استقالة تولييف بأزمة قيادة هناك. اصبح تولييف حاكما للمرة الاولى في عهد بوريس يلتسين في 1997، مما يجعله أحد المسؤولين الكبار الروس الذين بقوا في مناصبهم لأطول مدة. ويعزى له الفضل في المساعدة على تهدئة المنطقة التي شهدت إضرابات لعمال المناجم في تسعينات القرن الماضي المضطربة، لكنه بات يعد أسوأ مثال على الاستبداد المفرط في السنوات التي تلت، بحسب منتقدين. وتنظم انتخابات لاختيار حاكم جديد في سبتمبر. Your browser does not support the video tag.