عندما يأتي الشتاء وتبدأ الأجواء بالبرودة وتهطل الأمطار يكثر الخروج إلى البراري والمتنزهات البرية، وتستمر هذه الهواية في أيام الربيع وكذلك في الخريف حتى يقبل ويحل الصيف. يقول الشاعر ومحب الرحلات سليمان بن عبدالعزيز السنيدي: عندما نتحدث عن الرحلات البرية والتنزه في البراري والفرح بالغيث وتتبع الأمطار، فإننا يجب أن نحمد الله قبل كل شيء أننا في أمن وأمان وراحة بال في هذا البلد الكريم الذي نعيش فيه تحت قيادة حكومتنا الرشيدة، التي تسعى جاهدة إلى توفير الأمن في كل مكان وعلى اتساع الرقعة الجغرافية لبلدنا الذي يعتبر قارة كبيرة متنوعة التضاريس مع تباعد المدن والمحافظات والقرى، ومع ذلك كله فإننا ننعم بهذا الأمن والرخاء والطمأنينة في كل نواحي الحياة الكريمة. وتحتاج الرحلات البرية إلى ترتيب مسبق وتجهيز الاحتياجات اللازمة للرحلة حسب المدة والمسافة والأماكن المقصودة ونوع المركبة وحجمها ومناسبتها للطريق الذي سيسلكه المتنزه، إلاّ أنه من المهم أن تكون النهاية سعيدة عبر احترام البيئة والاهتمام بنظافة المكان، بحيث نكون قدوة للآخرين، وهذه من أخلاقيات المسلم في المحافظة على البيئة، وهنا نذكر الأبيات: ياللي تروح البر خلك مثالي والناس تذكر فعلك اللي تسويه تثني عليك الناس لا جا مجالي واللي معك في البر واللي تخاويه اترك مكانك مثل ماجيت خالي نظيف مثل أول مرتب تساويه نتيجته تصعد بفعل المعالي وما يلحقك بالفعل أدنى مشاريه مجموعة متناغمة وقال أحمد السالم -عاشق الرحلات-: إن الرحلات ممتعة جداً ولا يحس بمتعتها إلاّ الهاوي، وهي تحتاج إلى مجموعة متناغمة ومتفاهمة جداً، وبينهم ود وعشق للرحلات، وكل منهم يفهم الآخر، مطالباً عشاق الرحلات بالحرص على نظافة المكان بعد مغادرته، وهذا من أهم الأمور للمتنزه، مضيفاً: "يحز في نفسي وأنا أشاهد بعض المخلفات مرماة في عدد كبير من الأماكن الجميلة، وهنا لابد كل واحد منّا أن ينظر للأماكن بأنها خاصة به، وكأنها منزله، حتى يحافظ عليها"، مُختتماً حديثه: "يجب على الجميع المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها وهذا ولله الحمد هو ما نراه لدى الأغلبية". وتحدث فايز عبدالله التميمي عن برامج الطقس قائلاً: إنه بفضل من الله فإن العلم تطور وأصبحنا نتابع برامج الطقس باستمرار، وبامكانك معرفة حالة الطقس في كل يوم، بل ومعرفة الطقس بعد أسابيع، وكل شيء علمه عند رب العالمين، ولعلي هنا أؤكد أن تكون مجموعه الكشتة متجانسة ومتفاهمة، وأن تهتم بنظافة المكان بعد نهاية الكشتة، حيث أننا نشاهد الكثير من المتنزهين لا يهتمون بذلك، وهذا ما نحرص عليه في كل طلعة. توزيع المهام وأوضح فيصل بن عبدالرحمن الموسى -مُلقب بطير البراري- أنه قبل الكشتة يختارون الوقت المناسب والمكان المناسب والأجواء المناسبة، خاصةً الممطرة أو الغائمة، أو عندما يكون هناك ربيع مناسب وتكون الأرض مخضرة، وبعد أن تتوفر هذه الأمور يتحدثون بواسطة القروبات و"الكنود"، ولكل شخص مهمة خاصة، ويبدأون بتوزيع المهام، بحيث كل شخص له مهمة خاصة، فأحدهم يختار الذبيحة والآخر أدوات القهوة والشاي، وشخص لأدوات الطبخ، وآخر يحضر أدوات التخييم، والحمد لله كافة الزملاء جميعاً من "الشقردية"، مبيناً أن هناك بعض الشباب لديهم خفة في الروح ولديه الحيوية والنشاط فضلاً عن بعض الأصدقاء لديهم معرفة بالبراري والمتنزهات، والبعض الآخر يقطع عليك الزمن خاصةً ب"السوالف" الجيدة المفيدة، مُشدداً على ضرورة عدم العبث أو تكسير الأشجار، أو الدخول في الأماكن الربيعية بالسيارة، أو إشعال النيران فيها، حتى نجعلها نظيفة لمن يأتي بعدنا. ونصح من يخرج إلى البر أن يأخذ الحيطة المتكاملة وأن يتفقد السيارة من كافة الجهات ك"الكفرات" والوقود ومياه الشرب و"منفاخ الهواء"، مع تجهيز المؤونة الكاملة خاصةً الماء والغاز، مُشدداً على أهمية عدم الخروج إلى البراري وحيداً. أثر كبير وقال حمد أبو غانم: يعجز اللسان عن وصف الرحلة سواء من الناحية النفسية أو السعادة في التنزه، فالكشتة في البراري واختيار المواقع الجميلة لها أثر كبير على الشخص وتغير مزاجه وانشراح صدره، ولكن من أهم الأمور هو أنه يجب علينا نحن الكشاتة المحافظة على النظافه وكذلك مساعدة العمال في البر من ناحية الأكل والملابس أثناء البرد القارس، والحمد لله أهل الخير يهتمون بذلك حيث نشاهدهم يساعدون العمالة ورعاة المواشي ، فنحن شعب متكاتف وعطوف. وذكر صالح بن منصور أباحسين أن من المميزات المهمة في "الكشتة" اختيار الأشخاص المناسبين للرحلة، فالمثل يقول: "اختر الرفيق قبل الطريق"، كما أن من شعارنا في جميع رحلاتنا نظافة الموقع بعد الانتهاء، وكذلك الاهتمام بمتطلبات البر من جميع النواحي لتدارك أي عطل أو بنشر للكفرات، ووسائل أخرى مثل سحب السيارات أثناء "التغريز"، وغير ذلك من أمور الإنقاذ التي يجب أن تكون مع هواة البراري والرحلات، مشيراً إلى أن هواة البر والرحلات بدأوا في الآونة الأخيرة في تجهيز سياراتهم وإعدادها جيداً بشكل يفوق الوصف، بل أن بعض السيارات تكون غرفة نوم دافئة وملاذاً آمناً. أجمل الرحلات وتحدث رائد السقياني قائلاً: إن طلعات البر تعد من أجمل الرحلات التي نقوم بها مع الزملاء، حيث إن هناك أجواء خاصة مثل سقوط الأمطار وجريان الأودية والشعاب، ونقوم كل نهاية أسبوع بالذهاب إلى البر خاصةً بعض الأماكن المشهورة مثل نفود الدهناء، والرياض المشهورة مثل "روضة نورة" و"روضة حطابة" و"روضة السبلة"، وكذلك الأودية المعروفة مثل "وادي مرخ" و"وادي مليح" و"وادي المشقر"، فكل منطقة تمتاز بأجواء تدعو الجميع إلى قضاء أوقات إجازته بها، مضيفاً: "من الأماكن التي أذهب لها كثيراً النفود والجلوس وسط الرمال الناعمة، وأمامي شبة النار التي نعتبرها فاكهة الشتاء، وها نحن في هذا اليوم مع نخبة من الزملاء نخرج إلى روضة حطابة منذ الصباح الباكر وحتى المساء في أجواء جميلة". وقال ماجد ابن هلال الرحيمي: إنني أعشق البر وأحب صحبة هواة البراري، وهذه هوايتي منذ الصغر، ومازلت أحمد الله أن لي زملاء كثراً يهوون الرحلات والكشتات. كبسة غداء من إعداد المجموعة سليمان السنيدي أحمد السالم فايز التميمي فيصل الموسى حمد أبو غانم صالح أباحسين رائد السقيان ماجد الرحيمي Your browser does not support the video tag.