رحلة البحث عن علاج يلتقي مريض الصرع والقائمون على رعايته من الأهل بالعديد من الممارسين الصحيين من ضمنهم الأطباء المعالجون واستشاريو الصرع وفنيو الأشعة والصيادلة وأيضاً الكادر التمريضي. لكن لو سألنا مريض الصرع عن معدل الوقت الذي يقضيه مع هؤلاء الممارسين الصحيين لوجدنا أن الوقت الأكبر يقضيه مع الكادر التمريضي وذلك من خلال زياراته المتعددة للمستشفى في العيادات أو في الطوارئ أو التنويم أو من خلال الزيارات المنزلية إذا كان من مرضى الرعاية المنزلية، وبما أن الكادر التمريضي لديهم اتصال وثيق ومستمر مع المريض، فهم في وضع مميز يؤهلهم لدمج وتعزيز استراتيجيات وقائية في الرعاية التي يقدمونها لمريض الصرع يومياً. ومن جهة أخرى نلاحظ أن مرضى الصرع يتعرضون إلى مخاطر ومضاعفات كثيرة مصاحبة ومرتبطة بنوبة الصرع والتي تزيد من معدلات الاعتلال وبقاء المريض بالمستشفى، الأمر الذي يزيد العبء على مقدمي الرعاية التمريضية للقيام بجهود كبيرة والإجابة على معظم استفسارات مريض الصرع أو الأهل عن كيفية التعامل مع النوبة الصرعية وتقديم الإسعافات الأولية لمريض الصرع خلال النوبة الصرعية لما تشمله من مخاطر تزيد من معدل بقاء مريض الصرع في المستشفى وتكرار زياراته للمستشفى، وأيضاً تشمل وظيفة الكادر التمريضي على التثقيف الصحي المتمثل بكيفية إعطاء الدواء بوقته وحساب الجرعات الصحيحة له وخاصة لمرضى الصرع من الأطفال، وطبيعة النشاطات اليومية الآمنة التي يستطيع مريض الصرع القيام بها. لذلك نرجو التأكيد على أن تقديم رعاية شاملة ومميزة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لمريض الصرع لا يمكن أن تتحقق إلا ببناء وتأهيل كادر تمريضي تتوافر لديهم المعرفة والسلوك الجيد والمهارة الكافية. وحدة مراقبة الصرع Your browser does not support the video tag.