بعض الأشخاص يظنون أنه من الممكن تغيير الواقع الذي خُلق بهذا الشكل ولكنهم للأسف يفشلون لأنهم سرعان ما يستسلمون، فبعض الناس يقولون: إن الإنسان هو المخلوق الحي الوحيد القادر على تغيير العالم وتحويله إلى الأفضل أو الأسوء، لكن دعنا نفكر قليلاً عزيزي القارئ، سنجد أن الطيور بحد ذاتها غيرت الواقع الذي يعيش فيه الإنسان، وليس فقط الطيور، بل كافة المخلوقات الحية، وُجدت المخلوقات الحية حية لأن لها وظيفة خُلقت لتأديتها ليس فقط الحيوانات بل الإنسان أيضاً خلق لأداء وظيفة ما عليه تأديتها، ومن ثم تركها تذهب في مهب الريح بعد إكمالها لم تُخلق الحيوانات لإطعامها وتبنيها فقط بل خُلقت لتكمل جزءاً ما، ناقص في الإنسان وتلك هي رسالتها التي وُجدت من أجلها. «الفرق بين الحياتين» الإنسان الآن لديه أكثر من طريقة ليعيش، ولكن ليس له سوى طريقة واحدة للموت، لذلك فإن الإنسان عندما يموت لا يحيى مرةٌ أخرى، ولكنه في حياته يستطيع العيش مرة أُخرى، وذلك يحدث بأكثر من طريقة ممكنة ولكن مراحلها واحدة وهي تطوير الإنسان ذاته، وذلك أن يحدث نفسه ومع تقدم الإنسان يتقدم أيضاً ما حوله من تكنولوجيا أو تقدم أدبي أو تقدم هندسي.. الخ. ولكن كل ذلك لا يعود بالنفع لمن فعله، بل إنه يُمهد الطريقة لمن سيخلفه ما فعله ويأتي خليفة ويطور ما قام به. «خلق التوازن» في حين أن الإنسان في نفس الوقت يشهد تأخراً كبيراً جداً من الناس الآخرين حوله، ويكون ذلك في نفس المجالات التي يشهدها التطور تقريباً. وهذا هو السر الذي يدعم فكرة التوازن الاجتماعي، كي يكون هناك تقدم يجب أن يكون هناك تأخر والعكس صحيح. حتى الآن يظن الإنسان أنه يستطيع التقدم بتأخره، وذلك نجح بالفعل، ولكن هناك من أتاه التطور على طبق من ذهب حتى يطوره هو ويكون صاحب الفضل في ذلك، وهذا هو الذكاء الإنساني الذي خلق التأخر أيضاً، فلو أكمل الإنسان ما بدأه منذ البداية لكان العالم أكثر تطوراً مما نشهده الآن. Your browser does not support the video tag.