في خبر نزل كالصاعقة على الدوحة، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإطاحة بوزير خارجيته ريكس تيلرسون، الثلاثاء، في واحدة من أكبر الخسائر لدويلة قطر على المستوى السياسي الدولي منذ إعلان دول المملكة ومصر والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الديبلوماسية مع قطر في يونيو الماضي، قرار ترمب عُد على نطاق واسع في الصحف الغربية كانتصار لدول المقاطعة على حساب قطر التي خسرت رجلها في الإدارة الأميركية. الرئيس الأميركي أعلن أنه عين مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو وزيراً للخارجية ليحل محل ريكس تيلرسون، وأنه اختار جينا هاسبل نائبة بومبيو لتكون المديرة الجديدة للمخابرات المركزية، وقال عبر "تويتر": "مايك بومبيو مدير المخابرات المركزية سيصبح وزير خارجيتنا الجديد. سيقوم بعمل رائع! شكراً لريكس تيلرسون على خدماته! جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة للمخابرات المركزية وأول امرأة يقع الاختيار عليها لهذا المنصب. تهانيّ للجميع". الخبر المفاجئ جاء ليزلزل خطط الحمدين للاستفادة من ميل تيلرسون لقطر من أجل حلحلة الأزمة الخليجية، بما يضمن خروج الدوحة من أزمتها الحالية مع دول المقاطعة العربية بأقل خسائر ممكنة، عبر دفع تيلرسون لتبني وجهة النظر القطرية وطرحها أمام دول المقاطعة خلال استقبال واشنطن لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد - حفظهما الله - خلال الأسابيع المقبلة، قبل زيارة أمير قطر تميم بن حمد لواشنطن، لإقناع الأخيرة بعقد قمة أميركية خليجية تنهي الأزمة دون أي إلزام لقطر بتنفيذ قائمة مطالب دول المقاطعة. الإقالة دمرت المخطط القطري وأحبطته في مهده، إذ اعتبرت الدوحة تيلرسون المتحدث باسمها في واشنطن، خاصة أنه دخل في خلافات حادة مع الرئيس الأميركي ترمب، إذ تمسك الأخير بمواقف حازمة ضد دول قطر وإيران وتركيا، لكن تيلرسون المعروف برغبته في التحالف مع "الإخوان" والجماعات المتطرفة رفض مقاربة ترمب وعمل على إحباطها ما أضعف في النهاية النفوذ الأميركي، وأفشل فرصة ذهبية لإقامة تحالف أميركي عربي، لمواجهة خطر التمدد الإيراني. شبكة بي بي سي اعترفت صراحة بتأثير إقالة تيلرسون على قطر، قائلة في تقرير لها، إن من أحد أهم أسباب الإقالة هو رفضه دعم المقاطعة العربية ضد قطر، على العكس من موقف الرئيس ترمب، الذي أعلن في تغريدات عدة رفضه للإرهاب القطري، وهو موقف لم يشاركه فيه تيلرسون الذي سافر على الفور إلى الدوحة ووقع اتفاقية لمكافحة الإرهاب، في خطوة على ما يبدو لإظهار دعمه للنظام القطري. وتوقعت بي بي سي أن تؤدي إقالة تيلرسون إلى ما يمكن وصفه هزيمة للجانب القطري. من جانب آخر أرجع ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، قرار إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى مواقف الأخير المنحازة لقطر في أزمتها مع دول المقاطعة، مؤكداً أن تنظيم الحمدين سوف يترنح كثيراً عقب هذا القرار. وكتب خلفان في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر": "بإقالة وزير خارجية أميركا.. تنظيم الحمدين يترنح". وأضاف: "وزير الخارجية الأميركية الذي أقيل أسقطته توقيعاته في قطر...اللي يفهم... يفهم". ومن المعروف أن تيلرسون هو صديق لقطر ودافع عنها كثيراً، ففي الوقت الذي قال فيه ترمب إن قطر لها تاريخ من تمويل الإرهاب وحان الوقت لإنهاء هذا التمويل، توجه تيلرسون لزيارة الدوحة لتوقيع مذكرة تفاهم مع قطر في مجال مكافحة تمويل الإرهاب. Your browser does not support the video tag.