لم يعد الهلال ذلك الفريق الذي يفرض شخصيته خارج وداخل المستطيل الأخضر، بين عشية وضحاها تحول إلى «مترهل» وعاجز عن تكوين منهجية واضحة وحضور لافت يدلانه على طريق الانتصارات والبطولات، وعلى الرغم من أن هناك من يحاول تحميل المسؤولية لطرف من دون الآخر، حسب العواطف تارة، وتأثير التراجع الفني والإخفاق الحاليين تارة أخرى- إلا أن الواقع يقول إن الهلال تعرض لعملية مسح لشخصيته، وتلك مسؤولية الإدارة والمدرب واللاعبين والإعلام المحب، فالإدارة كانت تتفرج على تخبطات الأرجنيتني رامون دياز منذ تصريحه الابتزازي الشهير بعد لقاء القادسية في الدور الأول من الدوري السعودي وعبارة «ربما لا أستمر»، فضلاً عن صمتها على تدخلات ابنه وهي تعلم عن ذلك وتصريح الحوار الفضائي الأخير للأمير نواف بن سعد، وهنا أصبح الفريق بقيادة مدربين، الأول فقد شهية الاستمرار والثاني يريد أن يفرض رأيه وإشراك بعض اللاعبين، أما دياز فخياراته وقناعاته هزت استقرار الهلال من خلال إبعاده للاعبين محليين وغير سعوديين مؤهلين وعناده مع الإدارة وزعزعة تماسك الحراسة وموافقته على التعاقدات «المقالب»، وسياسة «التدوير» التي معها استدار الفريق إلى الوراء، ونختلف مع من يقول إن قرار الإقالة خطأ فالوضع معه يسير إلى الأسوأ، ولا فرق بين البقاء والرحيل. اللاعبون المحليون والأجانب تحول الكثير منهم إلى «أشباح» من دون أن يجدوا من يحاسبهم ويسألهم لماذا؟.. في المباريات المهمة نراهم وكأنهم يلعبون لصالح الخصم بقيادة سلمان الفرج الذي أصبح دوره الاحتجاج على قرارات الحكام، والإيحاء بأنه لا يريد اللعب، وكأنه مكلف بالاعتراض على الحكم، على الرغم من أنه ليس بالقائد. ولاعب الوسط محمد الشلهوب والمهاجم ياسر القحطاني سواء فرضتهم العاطفة أو شعبيتهما أو قرار من الإدارة والمدرب فبقاؤهما أضر بالهلال، ولم يقدرا المطالب الجماهيرية والإعلامية فكان الغضب ضدهما وكأنهما يمسحان تاريخهما؟! بعض الإعلام المحب للنادي في الفترة الأخيرة، يرى أن السير مع الإدارة على «الحلوة والمرة» هو الصح، وهذا لم يحدث في النادي الأزرق الكبير منذ تأسيسه والدليل أن مؤسسه عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي يراه بعض الهلاليين خطاً أحمر كانت سهام النقد توجه إليه عندما كان رئيساً للنادي وصاحب قرار ولا يسلم من غضب الجمهور والمطالبات بالتصحيح، هذا الإعلام تحول إلى «مسالم»، بل إن حديث الرئيس الأخير بقناة روتانا على الرغم من أنه حمله الكثير من التناقضات خصوصاً في موضوع دياز ونجله إلا أنه وجد -لا نقول التطبيل- إنما الإشادة المبالغ بها على الرغم من أنه لم يأت بجديد إنما هناك جزئيات أدانت الإدارة، وهذا ليس ديدن الإعلام الهلالي المحب للكيان، لا المرتمي بأحضان الإدارات والشرفيين، ومعجبي بعض اللاعبين، الهلال يحتاج إلى إعلام قوي مؤثر يفرض رأيه الصحيح ويبين الأخطاء وليس إعلاماً يكون نقده ومدحه حسب علاقته وقربه من النادي والأشخاص. Your browser does not support the video tag.