تكثر الإشارات التي ترسلها واشنطن والتي تشي بأن عهد التراخي مع إيران قد انتهى، وأميركا لو اختارت الابتعاد عن المنطقة فإنها قبل أن تفعل ذلك ستضمن وضع يدها بيد حلفاء محليين أقوياء قادرين على مواجهة النفوذ الإيراني وضمان عدم الاستحواذ الإيراني على عواصم عربية مهمة. بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون المتعثرة لبيروت، أرسلت واشنطن دعوة لوزير العدل اللبناني الأسبق اللواء أشرف ريفي لزيارة الولاياتالمتحدة ولقاء بعض المسؤولين الأميركيين. ويوصف اللواء ريفي بأنه صاحب الجبهة الأكثر تصعيداً مع حزب الله من الداخل اللبناني. وعلى هامش الزيارة حاورت «الرياض» من واشنطن وزير العدل اللبناني الأسبق حول نتائج الزيارة وسلوك حزب الله والعلاقات السعودية - اللبنانية. وقال اللواء ريفي حول اقتراح الإدارة الأميركية إستراتيجية أكثر حزماً مع إيران، إن موضوع إيران وحزب الله وتدخلاتهم في دول عربية كان محور المحادثات مع المسؤولين الأميركيين، حيث التقينا مسؤولين في البيت الأبيض والمجلس القومي الأميركي ومستشارين للرئيس دونالد ترمب معنيين بالشرق الأوسط ولبنان، وبصفتي معني بالملف الأمني كانت هناك مباحثات أمنية وسياسية لفهم واقع التدخل الإيراني الإرهابي في بعض الدول العربية. وبخصوص سيطرة حزب الله على المجلس النيابي من خلال عودة بعض مؤيديه للترشح ورؤيته للعملية الانتخابية في لبنان، أوضح أن قانون الانتخابات يتحمل مسؤوليته كل من وافق عليه، وهو قانون يناسب حزب الله أكثر من غيره، ومن وافقوا عليه أمنوا قانوناً انتخابياً على مقاس حزب الله.. سبق للحزب وأن شكل حكومة فيها 17 وزيراً له من أصل 30. وأضاف اللواء ريفي: قلناها لحزب الله، أنت كمقاوم وحزب لبناني شريك في الدولة اللبنانية التي تحكمها قوانينها أما كمشروع إيراني فلن نعطيك الشرعية أبداً. وتابع: أرى أن مجابهة النفوذ الإيراني تحتاج الى موقف شجاع ورجال أقوياء غير انهزاميين أمام حزب الله، فحتى لو كثرت الضغوط وضرورات «الواقعية» لا يمكن أن يبرر لنا الانهزام أمام الحزب. واستطرد اللواء ريفي: نحن شركاء في هذا الوطن ويجب أن نواجه حزب الله الند بالند، وقلنا للحزب إن كنت كمشروع إيراني لن نتركك تضع يدك أنت وإيران على هذا الوطن.. ومن يرى أنه سيعيد الإمبراطورية الفارسية فهذا واهم ويناقض الديموغرافيا والجغرافيا والتاريخ. وفيما يخص العلاقات السعودية اللبنانية، أردف: نحن نراهن على القيادة السعودية الشابة الواعدة.. حاول البعض من صفوفنا للأسف أن يشوشوا على العلاقة السعودية اللبنانية لكن لدينا قناعة بأن هذه العلاقة تاريخية وإيجابية مهما حاولت إيران وحزب الله خلط الأوراق.. نحن واعون بأن هذه المحاولات ستبوء بالفشل ولن نتأثر بأي كلام مغرض، مؤكداً «السعوديون إخوتنا ولطالما كانوا بجانبنا وسنبقى بجانبهم». وأكد اللواء ريفي أن اللبنانيين يرون أي استهداف للمملكة من قبل قوات يدربها أو يسلحها حزب الله هو أمر غير مقبول عربياً وإنسانياً كما أنه دور إرهابي لا يقبله منطق الدولة، وعلى حزب الله أن يعي بأنه سيدفع ثمن مسؤوليته عن هذه الأفعال. Your browser does not support the video tag.