بداية أشعر بالحزن والأسى كلما قرأت عبارة من صاحب قلم مستعجل غير مفكر ولا متعقل حينما يتجه بقوله للوافد الذي شاركنا التنمية وساهم معنا في النهضة الشاملة ووضع يده مع أيدينا وتعاضدنا فترة من الزمن ليست قصيرة، من أجل رفع بناء وطننا عالياً، وشهد معنا مراحل هذه النهضة، لننعم بما نحن فيه اليوم، فعرق جهده لا يزال ندياً في الرصيف والجدار، وفي كل ميدان ومضمار، أشعر بالحزن لأن هناك من لا يعي معاني ما يقول ولا يدرك لمن يوجه له القول ولا يقدر معروفاً ولا يعرف جميلاً ولا يستشعر رد جميل، وكل هذه الصفات ولله الحمد ليست فينا، وإن ابتلي بها بعض الأفراد الذين لا يحسبون على الوطن ولا يعبر قولهم عن المجتمع ولا يمثله، فطبعنا هو الوفاء، وخصالنا الجود والحلم والكرم والشهامة، فنحن كشعب سعودي نقدر أهل الوفاء ونحفظ لهم الجهد بود ومحبة، لا ننكر ما يقدم لنا، مثل ما نحن أيضاً في الوقت نفسه لا نرضى عمل من يتغافلنا أو يعمل ضد وطننا، سواء كان بيننا وفي داخل حدوده أو يمتد شره إلينا من خارجه. الرسالة التي نقولها للوافدين بخط واضح ولسان صادق وقول عذب، تلك الرسالة التي تعبر عن إحساسنا وشعورنا بإخوتنا لهم وأخوتهم لنا، أنهم كانوا بيننا ولا يزالون، ونحن اليوم تتوجه خططنا للتحليق بأجنحة وطنية، إن جهدكم مشكور ومكانتكم في صفحة الشرف والأمانة مدونة بخط واضح وثابت لا تغيب عن مطلع عليها، فهي في رأس القائمة، نحن نقدركم ولا ننسى الأيادي البيضاء التي مددتموها نحونا، سواء تلك الأيدي التي تحمل قلماً تعلم أولادنا منه الحرف، أو الأيدي التي ترفع بناء منزل أو تقود مركبة أو تشغل مصنعاً أو ترصف طريقاً أو تعالج مريضاً، ولا نجحد خبرات اكتسبتها الأجيال من تمازج الخبرات وتلاقيها معكم. أيها الوافد الكريم أنت محل تكريم وتقدير منذ إقامتك ووقت مشاركتك، ورؤيتنا للوطن تفرض علينا الانطلاق وفق رؤية كنا منذ قدومك نعد لها، ونحسب الزمن من أجل الوصول إليها، وقد وصلنا بفضل الله ثم بمشاركة معك إلى ذلك الهدف المنشود. ولقد كانت أجيال من بلادنا فيما مضى مغتربة في بلدانكم فرضت سنة الحياة والتعاون عليهم ذلك، فعملوا بأمانة وإخلاص ولا يزال لهم بصمة في كل مجال هناك بل ولا يزال أحفاد لهم يقيمون هناك، وكان لهم أثر شامل يحكي قصة رحيلهم وإقامتهم هناك، وبقي وفاؤهم لكل الأوطان يحفظون لكم الود أيضاً وتحفظونه لهم. Your browser does not support the video tag.