قال بروفيسور السياسة الرياضية بجامعة لوفيرا البريطانية سيمون تشادويك: إن حكومة قطر تسعى لتحسين صورتها أمام العالم، من خلال الاستثمار الرياضي والبذخ المالي لتلميعها على الساحة العالمية، وقال تشادويك في تصريح نقله موقع "ميديا لاين": "قطر تعمل بشكل ضخم على مجال الاستثمار في الأنشطة الرياضية، وأنفقت منذ العام 2012 أكثر من 1.6 مليار دولار لتحصل على عقود كبيرة في باريس سان جيرمان، الذي تديره حكومة قطر من خلال مؤسسة قطر للاستثمار الرياضي، ودفع الدوحة مبالغ مالية كبيرة لبرشلونة مقابل عقود رعاية، و200 مليار دولار مقابل استضافتها لمونديال كأس العالم 2022". وهذا النهج الذي تسير عليه حكومة قطر رياضياً، اختار له البروفيسور في جامعة دورهام البريطانية كريستوفر دافيدسون، وصف "الديبلوماسية النقدية" وقال:" تستخدم قطر المال لتعويض ما ينقصها من القوة الناعمة ككرة القدم ومدى تأثيرها على دول أخرى، فتعاقد باريس سان جيرمان مع البرازيلي نيمار من برشلونة، عبر مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، بلون سياسي بحت أكثر من كونها رياضية، ولتطبيع قطر نفسها عالمياً بأنها دولة محبة لكرة القدم أمام تورطها بسوء معاملة العمالة وارتباطها بدعم وتمويل المتطرفين، وشراء ذمم وأصوات أعضاء نافذين في لجان "الفيفا"، ما يجعل هذا الاستثمار في مهب الريح، وستفشل قطر من الوصول إلى هدفها". ولا تحظى خطوات قطر الرياضية بتأييد عالمي، بل واجهت الكثير من أصوات المعارضة، فبعد أن أكمل باريس سان جيرمان صفقتي البرازيلي نيمار والفرنسي مبابي، ارتفعت أصوات النقد عالياً ضد السياسة القطرية التي توغلت في كرة القدم، فكان صوت جيمس مونتاغي واحداً من الأصوات التي ظهرت بعد الصفقتين ووصفها بالصفقة السياسية وقال: "هذه مسألة سياسية، عندما يكون هناك دول تشتري أندية كرة قدم، فإن مصلحتهم في تحسين سمعتهم وهذه مسألة قوة ناعمة، فلا يمكن التشكيك في أن كرة القدم غير قادرة على الوصول للعالم، لذلك إن أردت أن تعرض صورتك على الساحة العالمية، فلن تجد أفضل من شراء نادٍ رياضي أو رعاية أستاد كروي أو أن تضع اسمك فوق قميص أحد الأندية العالمية، لأن ذلك سيجعلك مشاهداً في أكثر من 200 دولة حول العالم بشكل أسبوعي، دونما أي دلالات سلبية عليك". وأضاف جيمس مؤلف كتاب "نادي المليارديرات": "قطر لم تحظ بتجربة إيجابية بعدما تقدمت لاستضافة كأس العالم 2022، وليست تلك التجربة إيجابية، فمنذ فوز قطر بحق الاستضافة، وهم يحاولون إخماد النيران الملتهبة من ورائهم، وأصبحوا متهمين بدفع رشىً وصرف أموال غير شرعية لقاء الحصول على أصوات تدعم استضافتهم للمونديال، إضافة إلى أن قطر اليوم باتت متورطة باتهامات حقوق الإنسان والعمال المهاجرين، الذين يشاركون في بناء وإنشاء الملاعب والمرافق الخاصة بكأس العالم، لقد جاءت استضافة كأس العالم 2022 لتضع عدسة مكبرة على مجتمع قطر الذي لم يكن مستعداً لها ولا أعتقد أنه سعيد بذلك". وفي الأسبوع الماضي، تناثرت ملايين قطر في سانتياغو برنابيو، ملعب ريال مدريد الإسباني، بعدما ألحق بباريس خسارة كبيرة (3 - 1)، ومع تبقي لقاء الإياب وحاجة باريس لهدفين مع نظافة شباكه حتى يعبر إلى دور ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا، مما يعني أن باريس أصبح بنسبة كبيرة خارج البطولة الأوروبية، وذلك استمراراً لفشل القطري ناصر الخليفي، الذي يتولى إدارة النادي منذ العام 2011 بعدما استحوذت مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية على أسهم النادي، حينها وضعت لقب دوري أبطال أوروبا هدفاً لها، لكن المشاركات المخيبة للآمال باتت مستمرة. وفي الموسم الجاري، أثبت الاستثمار القطري في ملقا الإسباني فشله الذريع، فالفريق الأندلسي بات يتذيل سلم ترتيب الدوري الإسباني، وأصبحت جماهيره المغلوب على أمرها تنتظر هبوطه للدرجة الثانية، فالفريق لم يتذوق طعم الانتصار منذ شهرين، ولم يحقق في 24 مباراة لعبها الموسم، إلا ثلاثة انتصارات، فيما خسر 17 مرة، وكانت جماهيره قد احتجت الأسابيع الماضية، على الإدارة القطرية ورفعت لافتات في مدرجات ملعبها تطالب إدارة عبدالله آل ثاني بالرحيل، وأنشأت هاشتاقاً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كررت فيه مطالباتها بالرحيل، ووصفت السياسة القطرية في إدارة النادي الأندلسي بإدارة بيع الوهم والوعود الكاذبة، لاسيما مع مضي الجولات وازدياد تردي أوضاع الفريق، مما يعني أن الاستثمار القطري الثاني في كرة القدم، أصبح وشيكاً على الانهيار هو الآخر. Your browser does not support the video tag.