يعد الشاعر الغنائي عثمان المجراد من أهم الشعراء الشعبيين في المملكة، انتشرت قصائده في مرحلة مبكرة من عمره وتعاون مع العديد من المطربين والفنانين، إلى جانب ثنائيته الخاصة التي كوّنها مع الفنان الراحل سلامة العبدالله، وقدم خلال مشواره الشعري، الذي ما زال مستمراً، مئات القصائد والأوبريتات الوطنية. عن هذه المحطات كان لنا هذا الحوار: * علاقتك بسلامة العبدالله من الثنائيات التي لا تنسى.. حدثنا عن هذه العلاقة؟ * سلامة العبدالله -رحمه الله- وغفر له من أهم الأسماء التي ساهمت في تطوير الفن الشعبي وتحديثه دون أن يفقد شخصيته، وعلاقتي به جاءت أولاً كمستمع ومتابع منذ الطفولة لأغانيه الجميلة التي رافقتنا في رحلات البر وفي قصص الحب والغزل البريء اللذيذ وفي جدران البيوت الطينية وحتى دفاترنا الدراسية ونحن نخط عليها بعضاً من أغانيه الرائعة. ولا أنسى أنه -رحمه الله- بادر ليشاركني فرحتي بعد الزواج بأغنية كتبتها في شهر العسل وتغنى بها قبل أن ننتهي من تنفيذ الأغنية الأشهر بيننا "أغترب وأشقى" والتي تتحدث عن حائل، وأجّل نزولها حتى تأخذ قصيدتي "عشاق العيون" حقها في احتفالي بزواجي. سلامة العبدالله إنسان بسيط جداً ونقي وصادق -رحمه الله-، وله مبادرات فنية ووطنية وإنسانية لا أنساها، ومنها تحريضه لي لكتابة نص بمناسبة أول وصول للمنتخب السعودي إلى كأس العالم 94 "شوفوا السعودي" رغم التجاهل الإعلامي لهذا العمل!. * ماذا عن إهمال الفنان في المجتمع الفني السعودي؟. سلامة العبدالله مثلاً.. وأيضاً سراج عمر الذي لم يذكر إلا بعد وفاته مؤخراً مع أنه عانى المرض طويلاً؟ o يا الله.. لماذا تثير المواجع يا صديقي؟ -رحمهم الله-.. سراج عمر الموسيقار الكبير ورفيق دربه صوت الأرض الشامخ رغم رحيله طلال مداح، سراج الذي رمى مكتبته الفنية العظيمة ذات حزن بعد أن تعب كثيراً، يا صديقي الأوطان المتحضرة تعرف من خلال مخزونها الثقافي والفني وهذا الوطن القارة مليء بالكثير من الكنوز العظيمة المتنوعة في موروثاتها الفنية والاجتماعية المدهشة التي تحتاج فقط إلى من ينفض الغبار عنها. * هناك العديد من فناني حائل الذين ابتعدوا عن الفن.. هل للجو الاجتماعي الخاص في حائل دور في ذلك، سلامة العبدالله وعبدالله السالم مثال لذلك؟ o الغياب وأحياناً التغييب ليس في حائل فقط. هي فترة مرت بطيئة علينا اختلف فيها بعض الفهم وتسببت في الابتعاد. * الساحة الشعرية الشعبية.. ما رأيك فيها؟ وهل ساهمت البرامج التلفزيونية سلباً أو إيجاباً في هذا الفن؟ o قلتها كثيراً أنني ربما أكتب الشعر الشعبي أو العامي بشكل وحضور جيد، لكنني لست متابعاً جيداً لما تفرزه هذه الساحة من إنتاج إلا ما ندر خاصة وأن بدايتي واهتمامي كان للقصة. وإن كنت أتابع واستمتع لما يكتب من بعض الأسماء الرائعة التي تعي ما يعني الشعر وليس ما يمارس من نظم عامي وهو الأغلب للأسف وينشر باسم الشعر! o تقول: "لم أشعر يوماً برغبة في الانتماء إلى كل ما هو مخملي وضخم حتى في ما يخص الفنادق والمركبات والأدوار العالية، كلها تصيبني بالغثيان".. هل هو كره للنخبة أم ماذا؟ o ليس كرهاً للنخبة وإلا لأصبحت ذائقتي مشوهة تماماً، النخبة تعني أحياناً الرقي والنقاء وجمال الروح وهذا قد تجده عند إنسان يسكن في منزل شعبي متواضع. ما أقصده أنني لا أهتم باكسسوارات الحياة ولم تشدني أو تغريني يوماً مقابل تنازل ولو كان بسيطاً عن مبادئي التي تربيت عليها وتمسكت فيها وإلا لما ظللت هكذا في حياتي المتواضعة جداً. * الأديب والقاص جارالله الحميد لك علاقة خاصة معه.. من خلال عملك في الصحافة، فترة عملك معه كيف تصفها؟ * عراب القصة المحلية الحديثة الأستاذ الصديق جارالله الحميد من أبرز الأسماء في تاريخ الحركة الثقافية المحلية وما أنا إلا تلميذ مشاغب في عالمه الأدبي. وإن كنت تقصد العلاقة الشخصية فهي لا تبتعد أبداً عن علاقة التلميذ بمعلمه، فمنذ علاقتي المبكرة بالقراءة وهذا الشامخ يحيطني باهتمامه ويغدق علي بتوجيهاته خاصة وأنني عرفته صديقاً شخصياً لشقيقي الأكبر علي، وهو شاعر معروف ويرتبطان بعلاقة ود وصداقة مع عدد من الأسماء المهمة في عالمنا العربي ومنهم الشاعر المبدع الراحل أمل دنقل الذي هذبني من خلال متابعتي لإبداعاته. جارالله فتح نوافذ الإبداع أمام الكثير من الأسماء الجميلة في منطقة حائل تحديداً وفي جيلنا. جارالله الحميد عثمان المجراد Your browser does not support the video tag.