لا شك أن علاقة إسرائيل بإيران أقوى من الحرب، وأما التنابز الإعلامي فله تاريخه القديم لكن لن تفعل إسرائيل بإيران شيئاً من منطلق ثقتها بأن النظام الإيراني لا يعاديها أبداً وما يرفعه من شعارات ويسوّق له من دول وأحزاب وجماعات باسم المقاومة ضمان استقرار لها، فإسرائيل تعتبر وجود حزب الله ورقة لصالحها؛ ترى فيه تهديداً يبرر لها المزيد من السلاح، والمزيد من العمليات والضحية كانت لبنان بالأمس وباتت معها سورية اليوم، فإيران حليفة تاريخية لإسرائيل. منذ العام 1979 وحتى يومنا هذا والنظام الإيراني وتوابعه من دكاكين المقاولة (المقاومة) وهم يرفعون شعارات المقاومة ويزعمون بأنهم سيحررون فلسطين ويزيلون إسرائيل من خارطة المنطقة، وحتى الآن لم يطلق النظام الإيراني رصاصة واحدة على إسرائيل! في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأول السبت 10 فبراير أنه شن هجوماً واسع النطاق على أنظمة الدفاع الجوي السورية وأهداف إيرانية في سورية، وقال الجيش في بيانه: "هاجمنا 12 هدفاً من بينها ثلاث بطاريات للدفاع الجوي وأربعة أهداف إيرانية هي جزء من التجهيزات العسكرية الإيرانية في سورية". الأمر الذي يُفترض بالنظام الإيراني ودكاكين المقاومة التابعة له الرد عليه ولكن هذا ما لا سيحدث أبداً، ذلك أن مشكلة السياسات الإيرانية في الخليج والمنطقة؛ أنها انشغلت بالخرائط الخارجية، بحيث استنزفت جهدها في تسمية الخليج في الخارطة هل هو "الخليج العربي"، أم أنه "الخليج الفارسي"، كما استنزف بعض المسؤولين الإيرانيين مشاركاتهم الإعلامية للحديث عن "إزالة إسرائيل من الخارطة"، حتى حينما كانوا يتحدثون عن البحرين إبان محاولات النظام الإرهابي واعتداءاته الإرهابية وتدخله في شؤونها كانت تجيء سيرة "تغيير الخارطة" وكانت تعود باستمرار "عقدة الخرائط" من خلال الخطب النجادية، بينما يغفل النظام وجهازه الإداري في إيران عن البطالة، وعن المشكلات الاجتماعية، وعن تلبية المطالب الشبابية، وعن تعزيز الحريات وفتح مجالات التعبير، وعن التنمية، حيث تراجعت التنمية لصالح بناء كهوف القنابل النووية، وتجيير كل ألاعيب السياسة لصالح التهديد الخارجي، والتدخل في كل شبرٍ من أرض المنطقة. Your browser does not support the video tag.