أكد مشاركون في ندوة مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب في العالم التي نظمت السبت في قاعة الملك فيصل، ضمن برنامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة 32، على أهمية مواجهة التطرف والإرهاب وتشخيص دوافعه وظروف نشأة الجماعات الإرهابية. وقال الدكتور صالح بن حميد إن الناس كلهم في سفينة واحدة، ومن يخرقها سيغرقهم جميعا، والتهاون والتساهل يقود إلى الانفلات والفوضى، والإحساس الجاد بالمسؤولية يحمل كل عاقل ومسؤول على النظر في شؤون أمته، فينصح لها ويسعى في حماية كيانها. وبين ابن حميد أن عصرنا يموج بمتغيرات واحوال مضطربة وفتن يثيرها الأعداء ويشعلونها من أجل إشعال منطقتنا أو المناطق التي يستهدفونها سواء في الشرق الأوسط أو غيرها، وأي منطقة يراد بث الفتنة فيها يتم اشعالها بالفتن لتنشغل بمشكلاتها ويسهل التمكن والتغلغل فيها والسيطرة عليها. وتابع: إشغال المنطقة بالحروب الطائفية والنزاعات الحزبية والصراعات الإقليمية يجعلنا نعيد النظر، خاصة ان الإرهاب وسيلة من أجل إيقاد ذلك كله، فهي فتن تهدد العالم بأسره بما تحمله من خطر إرهابي وتطرف وغلو وتشويه للإسلام وتقطيع أوصال أهله وتمزيق دياره. وأوضح ابن حميد أن تعميم فكرة أن الخطاب الديني سبب الإرهاب، يحتاج إلى إعادة نظر فليس معقولا أن يكون 1.5 مليار مسلم كلهم على خطأ بسبب فئة إرهابية تعتبر قليلة مقارنة بغيرهم. وشدد ابن حميد على أهمية "العامل الخارجي الذي يجب أن نتحدث عنه، فصراع المصالح في العالم له تأثير كبير جداً، فمثلا داعش - وإن كان يقودها بعض الشباب المسلمين- ليس مكونها مسلماً، وكذلك "القاعدة" لا يمكن أن يكون مكونها منا، وإلا كيف تكون سلفية ومقرها في إيران، لذلك فإن العامل الخارجي كبير جدا ويجب أن ينظر فيه. وبين أن الصراع في كل العالم صراع مصالح في أي مكان، ويجب أن لا نكون مغفلين عن من انتج هذه الصراعات في العالم الإسلامي، ودولتنا تعلن أن دستورها كتاب الله وسنة نبيه ومع ذلك خرج منها من خرج وهي أشد من اكتوت بنار الإرهاب. من جهته أكد الدكتور محمد الخشت، على ثبات الموقف المصري والسعودي للقضاء على الإرهاب، الذي يعتبر طريقة تفكير، مشددا على أهمية مواجهة الإرهاب بالقوة إذا كان متمرساً، وبالفكر إذا كان طارئاً، وبالعلم والتعليم وتجديد الخطاب الديني. فيما أكد الدكتور رضوان السيد على أهمية تغيير الفقه ليتواءم مع فقه الواقع، لأن العلماء عجزوا عن إيجاد فقه جديد يتوافق مع المتغيرات، رغم الجهود التي يبذلها علماء الفقه والاجتماع مع الجهات الأمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف. وأوضح الدكتور عايد المناع أنه يجب أن يكون هناك تشخيص علمي وبناء خطاب ديني عقلاني، مع أهمية تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. Your browser does not support the video tag.