وقعت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، الثلاثاء، اتفاقية تعاون مع المركز السعودي لسلامة المرضى تهدف إلى وضع منهج سلامة المرضى وتحديثه بشكل دوري بما يتوافق مع المعايير العالمية، وإدراج مفاهيم سلامة المرضى ضمن مناهج التدريب المختلفة وكذلك في عملية التقويم. ووقع الاتفاقية من جانب الهيئة السعودية للتخصصات الصحية د. أيمن بن أسعد عبده، ومن جانب المركز السعودي لسلامة المرضى د. عبدالإله بن محمد هوساوي. وقال الأمين العام للتخصصات الصحية د. أيمن عبده: إن التخصصات الصحية ستطلق قريباً بالتعاون مع مركز سلامة المرضى برنامج تدريبي إلكتروني للممارسين الصحيين في سلامة المرضى. وأضاف أن الهيئة تسعى إلى أن يكون هذا البرنامج إجباري على جميع الممارسين، بحيث لا يستطيع الممارس تجديد تسجيله في الهيئة إلا بعد حصوله على النسبة الأساسية من المعلومات والمهارات المتعلقة بسلامة المرضى، موضحاً أنها تعمل أيضاً مع المركز على إدخال مبادئ سلامة المرضى في جميع المناهج والاختبارات. وأردف د. عبده أن هناك شروط لتجديد تسجيل الممارس الصحي من ضمها خضوعه لعدد ساعات تعليم طبي مستمر، ونحن الآن نريد أن نجعل دورات (سلامة المرضى، ومكافحة العدوى، وأخلاقيات الممارسة) جزء أساسي وإجباري، مشيراً إلى جاهزية مضمون هذه البرامج التي من المتوقع أن تُطلق خلال ثلاثة أشهر. وأوضح أن اتفاقية التعاون تأتي من مبدأ الشراكة والتعاون الذي تنتهجه هيئة التخصصات الصحية في علاقاتها مع الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق غرضها الأساسي وأهداف وتوجهات استراتيجية الهيئة، وتضمنت إدراج منهج سلامة المرضى في جميع برامج البورد السعودي، والتعاون الفعال مع المركز السعودي لسلامة المرضى. ولفت د. عبده إلى أن الاتفاقية تضمنت كذلك استحداث برامج تدريبية متخصصة لسلامة المرضى، مثل برنامج السلامة الدوائية (إدارة المخاطر)، وإدراج مفاهيم سلامة المرضى في أنشطة التطوير المهني. وتابع أن الطرفين اتفقا على تفعيل التواصل مع الممارسين الصحيين ودعمهم بالمعلومات الكافية فيما يخص التثقيف الصحي، واستحداث فئات ودرجات مهنية في التصنيف المهني في مجالات سلامة المرضى وسلامة المنشآت، إلى جانب وضع آلية لربط الكفاية العلمية بشأن سلامة المرضى بالتسجيل المهني وتجديده، وكذلك آلية للتعامل مع الشكاوى المتعلقة بالكفاءة المهنية للممارسين الصحيين، وذلك بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة. واستطرد د. عبده أن الاتفاقية شملت التعاون مع الجمعيات فيما يخص تدوين معايير الرعاية الصحية والمبادئ التوجيهية للممارسة السريرية في المملكة، وتنظيم الفعاليات العلمية المشتركة المتعلقة بالتثقيف بمفاهيم سلامة المرضى والمنشآت الصحية، والتعاون في تصميم برامج التوعية المتنوعة. بدوره، قال نائب الأمين العام للشؤون التنفيذية في الهيئة د. محمد بن عبدالله السلطان: إن التعليم الصحي عملية متجددة ومتطورة ولحظية، لذا تسعى الهيئة لأن يكون الممارس الصحي ملزماً بأخذ دورات (سلامة المرضى، ومكافحة العدوى، وأخلاقيات الممارسة) عند تجديد تسجيله في الهيئة، بالإضافة إلى دورات أخرى اختيارية حسب تخصصاته ورغباته. من جهته، أشار د. هوساوي إلى أن المركز السعودي لسلامة المرضى تم تأسيسه منذ عشرة أشهر وهو أحد مبادرات التحول الوطني 2020، مقدماً شكره للهيئة على دعمها الكبير الذي ساعد المركز على أن يخطو خطوات كبيرة. وأضاف أن من أهم الأمور التي يدعمها المركز هي تجذير ثقافة سلامة المرضى داخل القطاع الصحي والعمل من البنية التحتية فما فوق، مردفاً أن المركز يعمل مع هيئة تقويم التعليم لإدخال منهج سلامة المرضى في كل الكليات الصحية في المملكة. وأكد د. هوساوي أن منهج سلامة المرضى لجميع الممارسين لم يدرج في أي دولة في العالم على النحو الذي سيتحقق من خلال التعاون مع الهيئة. ونوه إلى أن من الموضوعات المهمة التي يجب الالتفات إليها أيضاً هي التواصل بين الممارس الصحي والمريض، حيث إن غالبية الممارسين وخاصة في مهنة التمريض غير ملمين باللغة العربية، وقد أثبتت دراسات متعددة أن 70 % من الأخطاء الطبية سببها مشكلة التواصل، ومن هذا المنطلق اقتنعت هيئة التخصصات الصحية بأهمية وجود برامج تدريبية تطبيقية باللغة العربية للممارسين غير الناطقين بها ليتمكنوا من تجاوز الصعوبات التي يواجهونها بشكل يومي. Your browser does not support the video tag.