إن الأجواء الآن مهيأة للاستفادة القصوى من هذه الكنوز التي تزخر بها بلادنا، وتأهيلها لتصبح منتجاً سياحياً يجتذب ملايين السياح من العالم إلى بلادنا، ويجعلها وجهة للإنفاق السياحي ولا سيما السياحة الثقافية والأثرية التي لها سوقها الرائجة ولها الملايين من عشاقها حول العالم.. ظلت السياحة لعقود طوال كنز المملكة المفقود غير الملتفت إليه إلى أن جاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان فرفع النقاب عن أحد أجمل وجوه المملكة ومصدر أصيل من مصادر جمالها، ألا وهو إمكاناتها ووجهاتها السياحية غير الملتفت إليها، مع كثرتها وتنوعها وما تكتنز به من تميز واختلاف إلى حد يجعل من بلادنا واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم. وعلى مدار الأعوام الماضية منذ تولي سموه حقيبة السياحة في المملكة وعاماً بعد عام تشهد السياحة في المملكة وثبات متتالية كل وثبة تكشف ملمحاً من ملامح الجاذبية السياحية لبلادنا من مواقع أثرية وتراثية، وسياحة ثقافية، وترفيهية، وشاطئية، كل لون منها بحسب المنطقة في ظل التنوع الشديد في بيئات المملكة، التنوع الذي يجعل من السياحة في بلادنا تجربة بالغة الثراء. وعلى سبيل المثال لا الحصر منطقة العلا التي زرتها شخصياً حتى الآن ثلاث مرات، وما زلت مسكوناً بالرغبة في العودة إليها من جديد، لأستدعي تاريخها المهيب بين مدائن صالح وقبالة بيوت قومه التي حفروها في الجبال لأتأمل واحدة من أهم الآثار الإنسانية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأستلهم منها العبرة، وأستسلم للدهشة أمام آثار من مروا على أرض بلادنا من الأمم السابقة. إن منطقة العلا على ما تبثه زيارتها في النفس من مشاعر كثيرة تدعونا إلى الارتباط بها وتحفزنا على العودة إليها مراراً وتكراراً ليست سوى نموذج من مئات النماذج لوجهات كثيرة في المملكة لا ينقصها سوى إعادة اكتشافها وتقديمها وجعلها مهيأة لاستقبال الوفود من جميع أنحاء العالم وليس من بلادنا وحسب، ولا سيما في ظل عمل الهيئة العامة للسياحة على إصدار التأشيرات السياحية التي نحتاج إلى تنشيط العمل بها، سواء بتجهيز مثل هذه الوجهات وتأهيل المناطق الواقعة بها لاستقبال الوفود من العالم، أو بتنظيم الحملات الدعائية لها والتعاقد مع كبار اللاعبين في المجال السياحي حول العالم لتنظيم الرحلات إليها ووضعها على خريطة الوجهات السياحية حول العالم. إن الأجواء الآن مهيأة للاستفادة القصوى من هذه الكنوز التي تزخر بها بلادنا، وتأهيلها لتصبح منتجاً سياحياً يجتذب ملايين السياح من العالم إلى بلادنا، ويجعلها وجهة للإنفاق السياحي ولا سيما السياحة الثقافية والأثرية التي لها سوقها الرائجة ولها الملايين من عشاقها حول العالم، وسيكون مثل هذه المواقع بالنسبة إليهم وجهات بالغة الجاذبية لبكارتها بالنسبة إليهم، ولرغبتهم في اكتشاف هذا المجهول الجديد الذي ما من شك في أنه سيكون محفزاً لهم لزيارة المملكة، وبالتالي سيدر علينا مليارات الدولارات السابحة في فضاء السياحة حول العالم حين تصبح المملكة إحدى الوجهات السياحية المعروفة على خريطة السياحة العالمية. وفضلاً عن السياحة التاريخية والثقافية فلدينا السياحة الشاطئية التي تحتاج أيضاً إلى جهود كبيرة لاجتذاب السياح إليها، سواء من الخارج أو الداخل، فالمليارات التي ينفقها السائح السعودي سنوياً حول العالم تجعل الوجهات السياحية في جميع أقطار الأرض تستبق للحصول على حصة من ملايين السعوديين الذين يستقلون الطائرات كل عام لينفقوا عشرات المليارات من الدولارات بين تلك الوجهات، وهذا يدعونا لمنافسة هذه الجهات للفوز بحصة نحن أولى بها من غيرنا من هذه الملايين التي لن تجد نفسها في حاجة إلى السفر إلى الخارج للحصول على أوقات ماتعة تزخر بلادهم بمشاهدها، بل ربما تتفوق على كثير من الوجهات التي يذهبون إليها، ما يعني أنه بالإمكان أن نحصل على حصة غير هينة من السياحة الداخلية، بالإضافة إلى حصة من السياحة الخارجية، وبالتالي تعظيم حظوظ سلة السياحة لتكون رافداً أصيلاً من روافد الدخل الوطني، يحقق تطلعات بلادنا إلى التقليل من الاعتماد على عوائد النفط. Your browser does not support the video tag.