كثفت تركيا قصفها الجوي والمدفعي على منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سورية، وسط اشتباكات عنيفة، وذلك لتأمين غطاء لتوغل قواتها البرية والمسلحين السوريين المدعومين منها براً داخل المنطقة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. وأوضح المرصد أن القوات المشاركة في العملية التي أسمتها تركيا "غصن الزيتون" تحاول تحقيق تقدم يمكنها من التوغل إلى عمق منطقة عفرين، وسط عمليات صد واستماتة من قبل القوات الكردية لمنعها من التقدم، مضيفاً أن القصف التركي ألحق أضراراً في معبد عين دارة الأثري. وأفادت رئاسة الأركان التركية بارتفاع عدد الأكراد الذين تمّ تحييدهم في إطار عملية عفرين إلى 484 مسلحاً. وحذرت طبيبة محلية من أن عفرين تواجه احتمال وقوع كارثة إنسانية بسبب الهجوم التركي. وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت أن قواته يمكن أيضاً أن تتجه لمحافظة إدلب، بعد عملية عفرين، فيما تعهدت أنقرة وواشنطن بالتعامل "بتنسيق وثيق" لتجنب تصاعد التوترات في منطقة النزاع. يشار إلى أن إدلب الواقعة على الحدود التركية هي المحافظة الوحيدة تحت سيطرة القوات السورية المعارضة، بما في ذلك المسلحين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة الإرهابي الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي. في هذه الأثناء، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفدرالية شمال سورية فوزة اليوسف: إن الإدارة الذاتية الكردية لن تشارك في مؤتمر سوتشي المزمع عقده في روسيا بداية الأسبوع المقبل بسبب الهجوم التركي المستمر على عفرين. ودعت روسيا أكثر من 1500 وفد إلى المؤتمر الذي يجري على مدى يومين، وترى فيه دول غربية مساراً يناقض الجهود التي تقودها الأممالمتحدة في جنيف. وكانت هيئة التفاوض السورية، أبرز ممثل للمعارضة والتي تشارك في مفاوضات جنيف، قد أعلنت عن مقاطعتها أيضاً لمؤتمر سوتشي. في غضون ذلك، أفاد المرصد أن القتال الضاري تجدد في منطقة غوطة دمشقالشرقية الأحد بعد فترة من الهدوء النسبي في أعقاب تقارير عن الاتفاق على وقف لإطلاق النار هناك مساء الجمعة. وأردف أن القتال كان مصحوباً بانفجارات ضخمة وقصف مكثف وغارات جوية، مضيفاً أن قوات النظام كانت قد أطلقت عشرات الصواريخ والقذائف على الغوطة الشرقية منذ ورود أنباء عن بدء وقف إطلاق النار. وأعلنت فصائل المعارضة في الغوطة بدء المرحلة الثالثة من معركة "وإنهم ظلموا" ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعد حوالي شهر من إطلاق المرحلة الثانية. وقال قائد عسكري معارض: بدأت فجراً المرحلة الثالثة بشن هجوم على موقع لقوات النظام في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، بتفجير سيارة مفخخة في موقع متقدم لهم سقط خلاله أكثر من 13 قتيلاً. واستطرد أن الفصائل فجرت أيضاً نفقاً لقوات النظام قرب مبنى إدارة المركبات، مما أدى إلى مقتل كل من بداخله. وتأتي هذه الاشتباكات لتنهي بشكل كامل الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام لوقف إطلاق النار في الغوطة. Your browser does not support the video tag.