انتفاضة الإيرانيين التي بدأت في مدينة مشهد 28 ديسمبر 2017 والتي اتسعت فيما بعد لتشمل الكثير من المدن الإيرانية بلغ مجموعها 141 مدينة. مطالب المشاركين بالتظاهرات الرئيسية هي إسقاط شامل لنظام ولاية الفقيه. خامنئي بسبب صدمته وعدم تصديقه ما يحدث من إعلان كره الشعب له وحرق صوره وتمزيقها اختار الصمت حتى اليوم الثالث عشر وتحدث حينها أن التظاهرات قد انتهت وأنه استطاع عن طريق قواته القمعية أن يسيطر على الأوضاع ويجعلها تحت السيطرة. وصفه للمتظاهرين بأنهم حفنة من المغرر بهم خلال كلمته، لكن بالمقابل وفي كلمته قال كلاماً صدقه الجميع أن التظاهرات الواسعة لم تكن فقط مرتبطة بحفنة من المغرر بهم بل كانت تظاهرات سياسية وموجهة أيضاً ومنظمة وذات قيادة واستغرق العمل عليها عدة أشهر. خامنئي قال غاضباً: "إن هذه التظاهرات جاء تنظيمها وقيادتها وتنفيذها من قبل ثلاثة أضلاع". كلام خامنئي حول التدخل الأجنبي في المظاهرات لا يخدع كل ذي عقل، لأن خامنئي وجميع أركان نظامه اعترفوا أن التنسيق وتنظيم الشعب الإيراني كان بدور أساسي وتوجيه من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والآن هو يعبر عن غضبه ووحشيته الحيوانية بقتل المعتقلين وهدفه من هذا العمل المعادي للإنسانية خلق جو من الرعب والخوف حتى يرتعب الناس من خروجهم مرة ثانية إلى الشوارع. أجهزة خامنئي القمعية في السجون والمعتقلات تقتل المعتقلين تحت التعذيب وبعد ذلك تدعي أنهم انتحروا. في التظاهرات الأخيرة تم اعتقال 8000 شخص على الأقل وأكثر من 50 شخصاً قتلوا بنيران قوات النظام القمعية. في الأيام الأولى للانتفاضة أعلنت المؤسسات التي تدافع عن حقوق الإنسان أن ثلاثة من المعتقلين في التظاهرات قتلوا في السجن أحدهم من أيفين يدعى "سينا قنبري" وشخص آخر من آراك قتل تحت التعذيب. السيدة عاصمة جهانغير المقررة الخاصة للأمم المتحدة والمعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، وكذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش طالبت النظام الإيراني بإجراء تحقيقات حول القتلى وبيان وضع المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران. في الخامس من يناير عقدت جلسة استثنائية لمجلس الأمن في الأممالمتحدة للنظر في ما وصلت إليه أوضاع حقوق الإنسان في إيران، خلال الجلسة قالت السيدة نيكي هيلي سفيرة الولاياتالمتحدة الأميركية في الأممالمتحدة خلال كلمتها: "حقوق الإنسان ليست هبة تمنحها الحكومات للشعب بل هي حق لكل إنسان، الشعب الإيراني قال كلمته (إلى هذا الحد وكفى)، النظام الإيراني ينفق ستة مليارات دولار سنوياً على الأسد لإراقة دماء الشعب السوري، ما يقوله الشعب الإيراني هو بدل أن تنفقوا ثروات إيران في دعم الإرهاب فكروا بوضع الشعب الإيراني". ممثل بريطانيا في الجلسة ذاتها قال: "يجب أن يوفي النظام الإيراني بتعهداته بما يتعلق بحقوق الإنسان وأن يلتزم بها بما يتعلق بالتظاهرات الأخيرة، ونحن ندعو دولة إيران إلى احترام حقوق الإنسان والمواطنين واحترام قرارات مجلس الأمن". غلام حسين ايجيئي المتحدث باسم قضاء النظام ادعى في 14 يناير أن 25 شخصاً قتلوا خلال الاحتجاجات وبخصوص موت سجينين داخل سجني أيفين وآراك قال إنهما انتحرا. أحد الأمثلة عن قتل المعتقلين مقتل ساروقهرماني من سكان سنندج في كردستان إيران، هذا الشاب يبلغ من العمر 24 عاماً واختفى بعد مشاركته في احتجاجات شهر ديسمبر وفي يوم 13 يناير بعد 11 يوماً من غياب أخباره تم تسليم جثته لعائلته وأعلن مقربون منه أن آثار التعذيب بدت واضحة عليه. وقبل ذلك شخص آخر فقد حياته في سجن دزفول. غلام رضا محمدي من سكان كرمانشاه مثال آخر، في اليوم الثاني من يناير اعتقل في تظاهرات كرمانشاه ويوم السبت 20 يناير تم تسليم جثته لعائلته وأشاع النظام أنه مات بسبب عدم تعاطيه المخدرات، هذا على الرغم أنه كان رياضياً وشارك في انتفاضة الشعب المطالبة بالحقوق وبسبب مقاومته للحاقدين. ومثال آخر إبراهيم رسولي من سكان مدينة إقليد في إقليم فارس، في 18 يناير قتل بإطلاق النار من قبل عناصر حكومية وأعلن في وسائل الإعلام الحكومية عن انتحاره. الحقيقة أن الشعب الإيراني بعد 39 عاماً تعب من تجاربه الدموية والثقيلة مع نظام ولاية الفقيه ويريدون إسقاطه بشكل كامل. وستتحقق إرادة الشعب الإيراني بمساعدة المقاومة المنظمة الممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي. Your browser does not support the video tag.