عبرت فاطمة كروبي (زوجة الشيخ مهدي كروبي زعيم حزب الثقة الإصلاحي) في رسالة بعثتها إلى المرشد علي خامنئي عن استيائها وغضبها بسبب العنف الذي تعرّض لها نجلها علي كروبي في الحجز اثناء مسيرات يوم الثورة 11 فبراير، وذلك بالتزامن مع استعداد الأممالمتحدة لمراجعة سجل إيران في مجال حقوق الانسان اليوم ما يمثل تزايدًا في الضغوط المحلية والدولية على نظام طهران. ووصفت فاطمة كروبي في رسالتها إلى خامنئي وصفت الأفعال التي تعرض لها نجلها بأنها “متوحشة يعجز القلم عن بيانها”، وخاطبت السيدة كروبي مرشد الثورة في رسالتها قائلة “إنني شاهدة علي جزء صغير من تلك الأعمال التي تنتشر كالغدة السرطانية في جسد الأمة، وإنني أكتب إليكم ذلك وبنية صادقة بأن تصدروا الاوامر لتطهير المؤسسات من الأشخاص المسؤولين عن هذه الأعمال”. وأوضحت فاطمة كروبي بأن ولدها علي تعرض للضرب والتعذيب في مسجد الإمام علي كما ان زوجها تعرض الى سب وكلمات بذيئة، وأكدت أن الهدف من وراء كتابة رسالتها ليس الدفاع عن ابنائها فحسب “بل الدفاع عن جميع المظلومين”، وكانت عائلات المعتقلين قد واصلت التجمع امام سجن ايفين للاطلاع على مصير ابنائها الذين اعتقلوا بسبب تظاهرات يوم الثورة حيث رددوا شعارات ضد النظام. وأتت هذه الرسالة فيما قررت الاممالمتحدة مراجعة سجل إيران في مجال حقوق الانسان اليوم، وتهدف “آلية المراجعة الدورية العالمية” التي بدأ العمل بها عام 2007 لفحص سجل كل بلد في مجال حقوق الانسان مرة كل اربع سنوات. وتأتي مراجعة ايران في وقت من المرجح أن تفرض فيه على طهران عقوبات جديدة بشأن برنامجها النووي وتزداد فيه المعارضة الداخلية لحكومة الرئيس محمود احمدي نجاد متحولة إلى عنف في الشوارع في أحوال كثيرة. وتقدم الدول تقاريرها الخاصة بينما تقدم هيئات حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة تقييماتها الخاصة عن الوضع. ومؤخرًا صار بمقدور المنظمات غير الحكومية تقديم تقاريرها المضادة، وانتقدت واحدة من هذه المنظمات -وهى منظمة العفو الدولية- التقرير الرسمي الايراني، وقالت حسيبة حاج صحراوي المتخصصة في شئون الشرق الاوسط بالمنظمة التى تتخذ من لندن مقرا لها “يبدو أن السلطات الإيرانية إما أنها فقدت صلتها بالواقع أو أنها غير راغبة في الاعتراف به”. وتزعم العفو الدولية ان التعذيب يحدث في ايران الى جانب الاحتجاز غير القانوني كما تنتهك حقوق النساء وتعاني الأقليات من التمييز والقضاء غير مستقل. ويرسم تقرير ايران صورة مختلفة ومتعارضة تمامًا. بيد ان شادي صدر الناشطة وداعية حقوق المرأة ظهرت في مؤتمر في جنيف قبل المراجعة وقالت انها سجنت في موجة من الاعتقالات عقب موجة من الاحتجاجات التى تلت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في الصيف الماضي، وتقول المحامية صدر انه وقت وجودها في السجن تم انتهاك حقوقها لكنها لم تتعرض لايذاء بدني. بيد ان آخرين عوملوا بشكل غير قانوني، وكانت تتحدث والى جوارها شيرين عبادي(62 عاما) الحاصلة على جائزة نوبل للسلام التي حذرت من أن وضع حقوق الانسان في بلدها الاصلي ايران" يتدهور بسرعة"، وأضافت عبر مترجم " عام بعد عام الوضع يزداد سوء وفي كل عام نعود خطوة إلي الوراء بدلا من أن نتقدم خطوة إلى الأمام"، وأضافت إنه على الاممالمتحدة ان تعين خبيرًا خاصًا في مجال حقوق الانسان لمراقبة الوضع في ايران. ومن المرجح ان تكون الخطابات الاولى التي ستلقى امام مجلس حقوق الإنسان اليوم مبعثا لنشاط قوي للدبلوماسيين، وستكون الكلمة الاولى من نصيب الولاياتالمتحدة التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مباشرة مع ايران تليها كندا وفرنسا. وصرح نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي جون ليمبارت للصحفيين مؤخرًا بأن ايران صارت تشبه " دولة عسكرية - أمنية" مضيفا انه يريد ان تعكس عملية المراجعة " تدهور وضع حقوق الانسان"، ويلي هؤلاء حلفاء ايران حيث تتولى الكلمة فنزويلا وسوريا بعد ذلك، وفي خاتمة المطاف سيأخذ مجلس حقوق الانسان من جميع التقارير والمتحدثين ثم يخرج بمجموعة من التوصيات على الحكومة الايرانية لتنفيذها كما هو الحالى مع جميع الدول.