نال الملحن سامي الخليفة درجة الدكتوراه الفخرية من منظمة الأممالمتحدة والمركز المصري للسلام العالمي وحقوق الإنسان كما تم تعيينه سفيراً للسلام العالمي وحقوق الإنسان نظير جهوده المميزة في العلاقات الإنسانية وحقوق الإنسان، وتسخير الأعمال الفنية وتوجيهها لخدمة هذه المجالات. ويرى سامي الخليفة في هذا التكريم مسؤولية جديدة تضاف إلى مسؤولياته كملحن يسعى لإسعاد الناس من خلال ألحانه وبصوت سعودي وعربي، والمشاركة مع زملائه في خدمة السلام العالمي وحقوق الإنسان. "الرياض" التقت د. سامي الخليفة احتفاء بهذا الإنجاز الوطني واستطلاعاً للجهود المجتمعية التي يتطلع لتحقيقها في مجالات العلاقات الإنسانية وحقوق الإنسان عالمياً من خلال الفن والتراث السعودي الأصيل.. وفيما يلي نص الحوار: المملكة رائدة في حقوق الإنسان.. والقطاع الخاص مقصّر! المجتمع منح هؤلاء النجومية ومن حقه مشاركتهم في طرح قضاياه آفة المخدرات * مسيرتك حظيت بتقديم أعمال ساهمت في التوعية بالجهود الوطنية في مكافحة المخدرات وبيان خطورة آفة العصر، لماذا اخترت المخدرات فنياً؟ * المخدرات سم قاتل جسدياً وفكرياً ولها انعكاسات كبيرة على الحياة الأسرية والمجتمع وانتشار هذا السم في المجتمع كارثة تتسبب في ارتفاع معدل الجريمة والفقر وتفكك الأسرة وتخلف الأبناء عن تعليمهم وأنا أرى أن أكبر خطر يداهم الشعوب هي المخدرات قبل الإرهاب، فلو بحثنا في جذور الإرهاب لوجدناه متفرعاً من آفة المخدرات وله علاقة وطيدة بها، كما أن شبابنا وبناتنا مستهدفون من الدول المعادية التي تقاتل من أجل إغراق الوطن بالمخدرات، لكن هذا الوطن يحميه رب البيت ثم رجال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك بكل جدارة، برغم محاولات الأعداء من ابتكار طرق حديثة وخبيثة لإدخالها لأراضينا وفي كل مرة يوجهون لهم صفعة أقسى من السابقة. دور القطاع الخاص *ما الذي قدمه سامي الخليفة فنياً في مجال مكافحة المخدرات؟ * لا أحب الحديث عن ما قدمت لأنه لا يشكل شيئاً أمام المطلوب مني أو من زملائي في الوسط الفني، فدوري في محاربة هذه الآفة لم يقتصر على الفن بالرغم من دوره الكبير في إيصال الرسالة للمتعاطي أو للنشىء، لكن الذي يؤسفني هناك مشروعات فنية في هذا الجانب كثيرة ولكن لم تجد ممولاً مع العلم أنه يفترض أن تتبنى الشركات ورجال الأعمال مثل هذه المشروعات الفنية سواء أغانٍ أو أفلام قصيرة أو تبني مؤتمرات وندوات لنجوم الفن والرياضة والالتقاء بجمهورهم وإيصال رسالة لهم عن أخطار هذه السم القاتل فلا بد من دور للقطاع الخاص لأن القضية قضية مجتمع وتدخل تحت مظلة خدمة المجتمع مثلها مثل أي مشروع يتبناه القطاع الخاص فليست الدولة وحدها مسؤولة عن تحمل ذلك بالرغم أنها تبذل الكثير لتوعية المواطنين والمواطنات ولكن على القطاع الخاص أن يتحمل جزءاً كبيراً من هذه المهمة ومن هنا أناشد رجال الأعمال أن يسارعوا بدعم أي مشروع يستهدف المخدرات سواء فنياً أو غير فني فقد يكون أي شخص من المتضررين في يوم من الأيام بوقوع أحد أبنائه أو بناته في هذا المستنقع المدمر والخطير. الريادة في حقوق الإنسان * هل لك أن تسلط الضوء على جهود المملكة في مجال حقوق الإنسان؟ -المملكة العربية السعودية تحكم بالشريعة الإسلامية وتتخذ من كتاب الله وسنة نبيه الأحكام والتشريعات، والدين الإسلامي كل ما جاء فيه هو في مصلحة الإنسان وبذلك المملكة رائدة في حقوق الإنسان. رسالة الفن * وما الرسالة التي يقدمها الفن في مجال العلاقات الإنسانية؟ -للفن دور كبير في بناء العلاقات الإنسانية وهناك أعمال فنية كانت سبباً في إعادة زوجة غادرت عش الزوجية وهناك أعمال أزاحت حالة توتر وخصام بين أخوة وهناك أعمال فنية أعادت حبل الوصل والمحبة بين أصدقاء هجروا بعضهم لسنوات طويلة بسبب خلاف لا يستحق الهجر وهناك أعمال أعادت ابناً أو ابنة لأحضان أمهاتهم أو أبائهم بعد عقوق امتد لسنوات طويلة والأحداث الإنسانية التي ارتبطت في الفن كثيرة وما سبق ذكره على سبيل المثال وليس الحصر. قضايا المجتمع *هل أنت راضٍ عن دور نجوم الفن تجاه القضايا الاجتماعية؟ -الحقيقة لا.. هناك قصور كبير جداً، ولا يوجد لهم أعمال تناقش قضايا مجتمع على الإطلاق ولا أعلم ما سر هذا التجاهل مع العلم أن لديهم الإمكانات المادية والإعلامية خلاف غيرهم وأتوجه لهم بهذا السؤال من الذي منحكم النجومية أليس المجتمع. أليس من حقه عليكم مشاركته في حل قضاياه الاجتماعية من خلال عمل فني يلامس الوجدان ويعالج مشاكلهم.. أليس أنتم من يردد في كل لقاء أن الفن رسالة، فأين تلك الرسالة؟ السلام العالمي * برأيك.. كيف يمكن تعزيز السلام العالمي في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة؟ -أقول وأكرر بصوت مرتفع يتعزز السلام العالمي أولاً بمحاربة المخدرات التي ينبثق منها الإرهاب والأفكار الضالة فلا يعقل ابن يقتل والدته وهو في كامل قواه العقلية أو يقتل والده أو أخيه بحجة أنهم ضالون عن دين الله وأن هذا أمر رئيس الجماعة التي ينتمي إليها ولكن الواقع أنه أمر الإدمان والتعاطي الذي يغرق فيه مما جعله لقمة سهلة لمساومته ومن خلاله يتم تحقيق أهدافهم الإجرامية ضد مجتمعات مسالمة وأمنة يحملون لها الكراهية وحب الانتقام. وعي الحكومات والشعوب *وكيف تقيم حقوق الإنسان في الوطن العربي؟ -مستويات حقوق الإنسان متفاوتة من دولة إلى أخرى ولكن بإعتقادي أنها في حال أفضل بكثير من السابق أصبح هناك وعي كبير من قبل الحكومات والشعوب في هذا الجانب خاصة بعد ظهور الإعلام الجديد من خلال منصات التواصل الاجتماعي. ننتظر مبادرة رجال الأعمال *ما مجالات التعاون مع منظمة الأممالمتحدة لترسيخ السلام في العالم؟ -المجالات كثيرة ومتفرعة. على سبيل المثال التعليم والصحة ومحاربة الفقر وبرامج الأسرة ومجالات كثيرة يصعب حصرها. * وبرأيكم ما هي المبادرات والبرامج والمجالات التي يمكن استثمارها إيجابياً لإيصال رسالتكم وأهدافكم في مجال السلام وحقوق الإنسان؟ -بما أنني انتمي للمجال الفني ننتظر مبادرة رجال الأعمال والبنوك والشركات الكبيرة بدعم برامجنا الفنية الاجتماعية لمحاربة المخدرات وأيضاً الفكر الضال بأعمال فنية منفردة أو أوبريتات لمجاميع أو بأفلام قصيرة أو كما ذكرت إقامة مؤتمرات أو ندوات أو ملتقيات يديرها نجوم الفن أو الرياضة بمشاركة مكافحة المخدرات والمشروع الوطني لمكافحة المخدرات (نبراس). الخليفة خلال تكريم سفراء السلام وحقوق الإنسان سامي الخليفة Your browser does not support the video tag.