فيما هذا الكون يتباهى بجماليته عليك المكوث قليلاً للحصول على تغذية بصرية، التغذية التي تدعوك للتفكر في معطيات هذا الكون وتتبع الأسئلة في حال اكتشافها. ربما ذلك يعيد لك التوازن ويهيئ لك التحسن في عملية التفكير والاستنتاج ولتستطيع أن تبث في روحك المزيد من النقاء، التغذية البصرية ستساهم في جعلك تستقيم في مخاطبة ذاتك وأن تتواصل معها بشفافية مطلقة. فكلما زخت روحك بالمحيط والربيع أزهرت بداخلك الكلمات والأسئلة وتولعت لديك ميزة البحث، البحث اللاإرادي عن الأجوبة. في حين أنني أصبحت متفاهمة أكثر مع الكتب وأنهي الواحد منها وأنا منزعجة بأنني لا أستطيع حتى كتابة تلخيص واحد، ظننت أن مسألة الفهم لدي وقتية، ما أن أنهي الفصول وأغلق الصفحات يزول كل ما اطلعت عليه أمقت نفسي كثيراً حينها، لمَ ليست لدي القدرة على الحفظ والتذكر؟ وبعدما أنتهي من قانون محاسبة النفس وأخوض ذات الإنزعاج، كانت الكلمات تنمو في روحي دونما أشعر وأيقنت ذلك حينما وصلت إلى نهاية حلمي لحظة التوقف عن الكتابة، كل التأملات السابقة في الكتب خزنت لدي وأصبحت تخرج من اللاشعور كلمة تلو الأخرى حتى أني أحياناً أنزعج من فكرة التوقف عن الكتابة. أنا الآن أكتب من محفظة اللاشعور ولا أنكر أن كتاباتي جميعها في الفترة الحالية منها فإن توقف تدفق الكلمات توقفت حتى أني لا أستطيع تحديد المواضيع التي أرغب الكتابة عنها بل هي تتشكل لدي عند الانتهاء ووضع النقطة الأخيرة بعد كتابة المقال. بعد التأملات ستكتسب روحك طاقة كتابية كاملة، تنغمس بك وتتشكل وكأنها جزء أساسي منك لا يقوى الهروب في حال استطعت تسخير هذه الطاقة والعمل عليها جيداً ستخرج النصوص حينها على هيئة كتابة راقية وكأن العمل عليها أخذ سنين طوال. في بلدنا لا يوجد شيء مسمى بغير قابل للتأمل، يوجد ولكن الشخص منا يحتاج إلى عين ثالثة تصطاد الفجوات المتميزة. هب لنفسك القدرة على الملاحظة والتفكر فإنها لنعمة محمودة تجعلك ترتقي حتى مع ذاتك بالحوارات المطروحة حول الأشياء وقيمتها وأسباب وجودها وما وراء وجودها. خذ غفوة سريعة عن العالم واستيقظ أمام فكرة تفجر منها إبداعاً. Your browser does not support the video tag.