في سابقة خليجية خطيرة غير معهودة اجتمع فيها كل من التهور العسكري والغباء السياسي معاً ليكشف لنا تنظيم الحمدين عن أغبى قرار سياسي عسكري قد تتخذه دولة لم تصارح نفسها بعد بحجمها الحقيقي حين قامت بتوجيه طائراتها الحربية لاعتراض طائرات مدنية إماراتية وسط ذهول العامة والمراقبين للأزمة الخليجية مما تسبب بالحرج حتى على مدعي الحياد، فما حدث من تهور وتطاول عسكري لا أخلاقي على سلامة وأرواح مدنيين أبرياء فعل غير مسبوق بين الإخوة الخليجيين مما عكس لنا حجم الإفلاس الحقيقي الذي يعاني منه تنظيم الحمدين ومن يدير قطر من سقط العرب والعجم ما جعل هذا التنظيم يفقد اتجاه بوصلته التي أصبح يستمد اتجاهاتها من خارج دائرة صنع القرار القطري مقابل توفير الحماية العسكرية لكرسي الحكم الذي اهتز لأكثر من مرة وهو ما استدعى من تنظيم الحمدين التنازل عن كرامة وسيادة قطر العربية الخليجية والرضوخ لارتداء الطربوش والعمامة وبذل كل ما من شأنه أن يحمي الثالوث الشيطاني من السقوط. إن سوء تقدير القوة العسكرية لدول المقاطعة وسوء إدراك التباين الكبير بين القوتين الجوية الإماراتية وإمكاناتها وتفوقها العددي والنوعي على محدودية القوة الجوية القطرية يؤكد لنا أن اتخاذ هذا التصعيد باستخدام الطائرات الحربية في الأزمة الخليجية ليس أكثر من صرخة غريق في وحل العزلة السياسية والتدهور الاقتصادي وما هي إلا محاولة فاشلة للخروج من الأزمة التي تعيشها قطر، فتعنت هذا التنظيم وإصراره على المضي قدمًا في طريق اللا عودة عن الطغيان ومؤامرات الغدر والبهتان وتمسكه بشراكة الشيطان قاده إلى الجنون الذي جعله يظن أنه قادر على تغيير مجريات أحداث المنطقة، لكن المفرح في الأمر اختيار دول المقاطعة طريق العقلانية والنأي بالنفس عن مهاترات الصغار ممن لا يدركون عواقب الأمور بعدم تصعيدها للموقف عسكريًا رغم قدرتها على حسم المواجهة لما تملكه من تفوق عسكري، واختارت تفويت الفرصة على تنظيم الحمدين لاختراق مواقف دول المقاطعة، من خلال المبادرة باستنكار هذا الفعل المشين وحفظ الحقوق القانونية وتسجيل احتجاجاتها الرسمية ضد هذه الانتهاكات الإرهابية دوليًا وحرمت بذكائها السياسي شياطين الأرض من استغلال ردات الفعل للتذكير بأزمة قطر الصغيرة وتجاهل العالم لحلها وللتخفيف عن حكومة ملالي إيران وإبعاد أنظار العالم عنها وعما يحدث من انتفاضة شعبية إيرانية ترفض طغيان الملالي، فهو يكشف لنا يومًا بعد يوم جانبًا مظلمًا من خوافيه الإجرامية لنزداد نحن والعالم قناعة بأن هذا النظام العدواني غير جدير بالثقة والاحترام، لذلك علينا أن نعتبر هذا التصعيد الخطير مجرد صرخة موت تصاحبها آلام وارتباك الخوف من المجهول، فالتاريخ علمنا أن الانتحار السياسي لا يقتل إلا صاحبه وإن ارتدى نياشين الشجاعة الوهمية. Your browser does not support the video tag.