اعتبر صحافيون ومحللون سياسيون يمنيون أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية ضد الصحفيين وبعض القنوات الإعلامية الرسمية والخاصة من اعتقالات واختطاف واخفاء قسري وقتل واختطاف أقارب والاعتداء الجسدي وتعذيب وتهديد وتشهير وفصل من الوظائف واستخدامهم كدروع بشرية في مخازن الأسلحة ما هو إلا جرائم حرب واضحة وحالة استثنائية في اليمن باندفاعها بشراهة نحو إيران بأبشع الصور. كان سببها ارتفاع الصوت اليمني المعارض، وتواجد منهجية خالفت منهجية الميليشيات، وتعرية لهذه الميليشيات الانقلابية، مؤكدين أن الصحافيين سيظلون مناضلين ومدافعين عن بلدهم حتى تعود اليمن لليمنيين. وقال الناشط والمحلل السياسي أحمد البحيح: "ميليشيات الحوثي تقوم بأبشع الجرائم ضد الصحفيين من اعتقالات واختطاف وقتل وتهجير وتشريد، وأكثر من 25 معتقلاً من الصحفيين حتى هذه اللحظة مر على اعتقالهم ثلاث سنوات، وأكثر من 17 قتيلاً من الصحفيين في المحافظات كان باستهداف مباشر أومن خلال اعتقالهم ومن ثم تصفيتهم أو وضعهم في أماكن عسكرية وأمنية مستهدفة من طيران التحالف مما أدى إلى قتلهم في هذه المناطق حيث تم استخدامهم كدروع بشرية بالإضافة إلى عشرات الصحفيين الذين هاجروا إلى الخارج، وهذه الجماعات تمارس هذه الانتهاكات بحق الصحفيين كون هذه الجماعة عقليتها ومنهجيتها وفكرها تتعارض كلياً مع حرية الرأي والرأي الآخر والصحافة والسماح بالصوت المرتفع المعارض وبالتالي قامت بإسكاتها من خلال هذه العلميات الإجرامية بحقهم لتواصل مضيهم في تدمير البلاد واستمرار عنجهيتها في كل المدن". من جهته قال عضو مؤتمر الحوار الوطني د. محمد جميح: "الحوثيون ارتكبوا سوابق في حق الصحافيين في اليمن، فهذه الجماعة هي أول جماعة اعتقلت صحافيين في مخازن أسلحة، مما أدى لاستشهادهم أثناء استهداف تلك المخازن من قبل الطيران، كما أن كثيراً من الصحافيين والمعتقلين الآخرين تم حجزهم في قسم الشرطة العسكرية في صنعاء الذي حوّله الحوثيون إلى قاعدة عسكرية استهدفها الطيران، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أكثر من أربعين من السجناء الذين نقلوا من السجن المركزي إلى هذه القاعدة، وقد نجا البعض من هذا السجن بعد ضربه، وخرج ليروي حكايات مروعة عن معاناة السجناء بشكل عام في هذا السجن". وأكد أن ذلك يعد سابقة في التعامل مع الصحافيين، ناهيك عن عمليات التعذيب المنظم، بالضرب والإيهام بالغرق والصعق بالكهرباء والحجز الانفرادي، ومنع الزيارات. زيادة على ذلك فقد أغلق الحوثيون كل المواقع الإلكترونية والصحف المعارضة لهم، كما أنهم يقومون بمراقبة مستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، إلى غير ذلك من الإجراءات التي نددت بها منظمات حقوقية عالمية مثل "مراسلون بلا حدود"، ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. من جانبه قال رئيس مركز سبأ الإعلامي وليد الراجحي: "تعرضَ الصحافي في اليمن لحرب ضروس من قبل الحوثيين منذ انقلابها على السلطة الشرعية في اليمن، وبدأت باقتحام المؤسسات الصحفية وإغلاقها ومصادرة ممتلكاتها واعتقال منتسبي تلك المؤسسات، ولا يزال تسعة من الصحافيين في سجون الحوثيين يقاسون صنوف التعذيب". وذكر أن استهداف الصحافي في اليمن من قبل الحوثيين ليست أخطاء أو ممارسات فردية بل عملية ممنهجة أعلن عنها زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي بعد الانقلاب بأيام معتبراً الصحافي أشد خطراً عليه وعلى ميليشياته من الجنود الذين يقاتلون في الجبهات. وأوضح أن تلك الممارسات الميليشياوية توزعت على الصحافي اليمني بين الاختطاف والإخفاء القسري والقتل واختطاف أقارب والاعتداء الجسدي، والتعذيب والتهديد والتشهير واستخدامهم كدروع بشرية في مخازن الأسلحة وأماكن تعد أهدافاً مشروعة للطيران وضعت الميليشيات الحوثية الإيرانية الصحافيين فيها، أمثال الصحافي يوسف العيزي. وأشار الصحافي والباحث في الشأن الإيراني عدنان هاشم، إلى أن هناك تقريراً صادراً عن منظمة صدى رصد آلاف الانتهاكات بحق حرية الرأي والتعبير ارتكبها الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 2014م، وهناك قتل وتشريد واعتقال فج ومصادرة لكل وسائل الإعلام بمناطق سيطرة الحوثيين. مبيناً أن هذا النموذج الإيراني في السيطرة على السلطة ومنهجية القمع كارثة في التجربة والأنماط المختلفة تماماً عن البيئة اليمنية وأجواء التعبير عن الرأي والإفصاح عنه، ونحن أمام حالة استثنائية في اليمن تندفع بشراهة نحو إيران بأبشع الصور. محمد جميح وليد الراجحي عدنان هاشم Your browser does not support the video tag.