قالت مصادر عسكرية يمنية إن قيادة الحوثي في صنعاء تشعر بالخطر في ظل تعاظم مواقف الرفض الشعبي والاحتقان غير المسبوق في نفوس سكان العاصمة وعقب انتصارات قوات الجيش الوطني الأخيرة، وشددت المليشيات من قبضتها الحديدية وكثفت من حفر خنادق في احياء العاصمة وحول المؤسسات السيادية والمعسكرات وفي محيط منازل قيادات الحوثي وتحديدا في حي الجراف ومنطقة السبعين وحزيز وفي الأحياء الشرقية للعاصمة بإتجاه منطقة نهم التي تشهد معارك عنيفة. ومن جريمة إلى أخرى، ومن يوم إلى آخر تنفضح جماعة الحوثي الإيرانية وتتعرى أكثر أمام اليمنيين والعالم وتبيّن حقيقة أفعالها الإرهابية وإدمانها للقتل والإعدام واستهداف المدارس والمساجد وتحويلهما من فضاءات للعبادة والتعليم إلى منابر وأماكن للتحريض على القتل وللتجنيد الإجباري . وفي آخر ابتكارات جرائم القتل والتحريض والتجنيد القسري، تقوم مليشيات الحوثي الإيرانية بحصر وإحصاء عدد المصلين والطلاب في جميع مساجد ومدارس العاصمة اليمنية صنعاء ومن ثم تحديد قوائم تضم أعدادا يتم إجبارهم على التجنيد والمشاركة في القتال بعد أن شكلت لجانا خاصة على مستوى أحياء العاصمة صنعاء. كما حوّلت مليشيا الحوثي الإيرانية، مساجد صنعاء وبشكل غير مسبوق إلى منابر للتحريض الطائفي وإذكاء النعرات والعصبيات، بعد أن عملت منذ انقلابها في العام 2014 وبكل السُبُل من أجل فرض سيطرتها على المساجد وتحويلها إلى منابر للتحريض واستخدام خطاب التهديد والترهيب وتكريس ثقافة الرعب. وفشلت مليشيات الحوثي الإيرانية في إجبار المصلين في بعض مساجد صنعاء بعمل وقفات احتجاجية ضد الشرعية والتحالف العربي، وقُوبلت برفض شعبي عارم ولم تلق أي استجابة من المصلين الذين رفضوا المشاركة في الوقفات الحوثية واعتبروها تحريضا طائفيا. وفي سياق حملتها للتجنيد الإجباري المستمرة مطلع الشهر الجاري، نشرت عددا من عناصرها لإلقاء محاضرات في مساجد صنعاء تدعو المصلين للدفع بأبنائهم إلى جبهات القتال وتحرض ضد السلطة الشرعية بخطاب تكفيري، وتطالب المصلين بدعم الجبهات بالمال، لكنها فشلت في الحصول على أي تفاعل في ظل تفاقم مشاعر الاستياء ومواقف الرفض الشعبي لممارساتها الإجرامية والطائفية. وعلى مستوى جرائم مليشيات الحوثي الإيرانية في المدارس، يؤكد شهود عيان أن لجاناً حوثية تواصل حملة التجنيد الإجباري للأطفال مند مطلع يناير الجاري، وكثفت من إجبار الطلاب على ترك المدارس والذهاب إلى جبهات القتال بعد أن تجبر أولياء أمورهم على الحضور الى المدارس والتوقيع تحت الإكراه على استمارات موافقة تسمح بذهاب أطفالهم إلى جبهات القتال في محاولة حوثية لمواجهة وتفادي الضغوط الدولية التي تطالب بوقف جريمة تجنيد الأطفال. ويقول أحد ساكني العاصمة صنعاء ل "الرياض" إن والده أضطر لإيقاف تعليم ولده وإرساله إلى القرية النائية والبعيدة عن أنظار الحوثيين ليسكن مع أقاربه بعد أن جاء الحوثيون للبحث عنه في منزلهم الواقع في شارع المطار بالعاصمة صنعاء بغية أخذه للمشاركة في جبهات القتال. ويقول خبراء عسكريون تعليقا على هوس مليشيات الحوثي الإيرانية في حملة التجنيد الإجباري وبشكل غير مسبوق، إن الحملة تدل على أن المليشيات الحوثية قد فقدت معظم عناصرها المُدرّبة، وإن لجوء الحوثي إلى هذه الأساليب في التجنيد القسري يشي بانهيار كبير لبنية مليشياته. Your browser does not support the video tag.