رغم اتساع دائرة الرفض لتقرير الأممالمتحدة الأخيرة المتعلق بالطفولة في اليمن، إلا أن ثمة أصواتا حقوقية لم تستغرب نتائج التحقيق، كون مستوى الثقة بينها وبين الأممالمتحدة «منعدما»، وتستشهد تلك الأصوات بتجاهل المنظمة الدولية كل الفضائع التي يرتكبها الحوثي ضد الشعب اليمني تحت غطاء «المذهب». ويؤكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء عبدالكريم ثعيل ل«عكاظ» تفاخر الحوثيين بتجنيد الأطفال، مشيراً إلى أن الجماعة لا تختلف عن الحركات الإرهابية التي تستخدم الطفولة لأبعد مدى لترسيخ عقيدتها المتطرفة. ونظراً لوعورة الجبال والنظام القبلي الصارم في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات، ينخرط الأطفال في القتال، إما بحثاً عن الثأر أو البطولة القبلية، وإما لدواعٍ طائفية ووعود «الكهنة» بالجنة، في طريقة لا تختلف عن التنظيمات الإرهابية الأخرى. وتشير معظم التقارير المستقلة إلى تنامي تجنيد الأطفال من قبل الميليشيات الحوثية خمسة أضعاف، بيد أن الأممالمتحدة ترى أن «صعوبة الرصد» أدت إلى انخفاض أعداد الأطفال المنخرطين في القتال، اللافت أنه بالرغم من صعوبة الرصد إلا أن الأممالمتحدة تخرج باتهامات «مسيسة» ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية اليمنية. ويؤكد عبدالكريم شعيل أن تجنيد الأطفال ساد معاقل الحوثيين كالعاصمة صنعاء، وتعز، وعمران، ويثير تحول التجنيد الطوعي الذي يعتمد على المعلومات الخاطئة والامتيازات المادية إلى التجنيد القسري عبر الإكراه مخاوف أكبر. وكشفت إحصاءات حقوقية في جنيف عن تجنيد الميليشيات الظلامية لأكثر من 10 آلاف طفل منذ بداية تحركهم نحو العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن معظم الأطفال المجندين أخذوا من المدارس، من بينهم أطفال انخرطوا في الأعمال القتالية دون علم أسرهم. وتستغل الميليشيات الحوثية ظروف الأهالي الصعبة والمناطق الغارقة في الفقر، لتعرض مرتبات شهرية مقابل انخراط أبنائهم في صفوف الميليشيا، وتحكي أم الحسن العمراني كيف استطاعت الميليشيا إقناع زوجها في تجنيد طفلها الذي لم يتجاوز ال15 عاماً، ويؤكد عبدالكريم ثعيل أن ابنها عاد إليها بعد عدة أشهر «جثة هامدة». فيما لا ينسى سكان إحدى القرى في محافظة حجة، عودة أطفالهم بعدما ذهبوا إلى صعدة لحضور «أسبوع ثقافي وديني» جثثا متراكمة، إذ جندهم الأطفال واستخدم «المناسبة الثقافية» حجة لإقناع الأهالي. وفي محافظة المحويت وحدها، جندت ميليشيات الحوثي الانقلابية أكثر من 450 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، وأرسلتهم إلى جبهات القتال رغم ممانعة أهاليهم -بحسب ثعيل-. وكانت المناسبات الثقافية للأطفال غطاء لإرسالهم إلى جبهات القتال، ويرى شيخ قبلي من مأرب أن الحوثيين في تجنيدهم الأطفال يرسخ فكرة الثأر والاقتتال الداخلي. ورغم كل الجرائم ودماء الأطفال التي تراق من الحوثيين وجموعهم الظلامية، تسعى الأممالمتحدة إلى مساواة الظلام ب«أمل اليمنيين»، إذ لا يرى اليمنيون في التحالف، إلا المنقذ والمخلص من جور الميليشيات الانقلابية.