كشف جوناثان شانزر مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية ونائب رئيس مركز FDD البحثي في واشنطن أن المعهد حصل على رقم تقريبي لحجم الأموال التي يصرفها النظام الايراني لبث الفوضى في الدول العربية وهو ما يقارب 16 مليار دولار شهرياً، مشيراً إلى أن هذا الإسراف هو السبب الأساسي الذي حرّك الشارع في إيران حيث يؤثر إهدار مبلغ كهذا بعمق في بلد يواجه مشكلات اقتصادية كبرى ويحد من قدرات المواطنين. وعن مدى جدية إدارة الرئيس الأميركي بكبح نفوذ إيران، قال شانزر ل"الرياض" إن البيت الأبيض يملك خطة متكاملة لضغط النظام الإيراني لا تتعلق فقط بدعم المحتجين بل تمتد لتصل حروبها بالوكالة وبرنامجها الصاروخي الباليستي. 16 مليار دولار شهرياً تنفقها إيران على الإرهاب في الدول العربية ويتوقع أن نرى المزيد من حملات الضغط على إيران، والدليل على هذا أن وزارة الخزانة الأميركية طبقت عقوبات جديدة على برنامجها الصاروخي بعد ساعة من تمديد رفع العقوبات المتعلق بالبرنامج النووي لإيران وهذه رسالة من إدارة دونالد ترمب مفادها أن الالتزام بمعدلات تخصيب اليورانيوم لا يعني أن أميركا راضية عن الفوضى والإرهاب التي يصدرها النظام الايراني. وبخصوص حزب الله اللبناني، أوضح شانزر أن أميركا لم تعد تتعامل مع الحزب كونه أداة إيرانية لخلق الفوضى في اليمن وسورية ولبنان فحسب، بل الحزب نفسه أصبح مستهدفاً كشبكة تهريب عالمية وصلت لأميركا الجنوبية وغرب أفريقيا تتعاطى الاتجار بالمخدرات ومختلف أنواع الممنوعات لنشر نفوذها وحول تطور الأحداث في سورية، علّق قائلاً إن موقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول العربية لن يتغير من الأسد ولن يوافقوا على رؤيته في السلطة ولن تعود أي علاقات دبلوماسية معه، أما روسيا فلن تقوم بمبادرة للتخلص من الأسد الذي قد يبقى في الحكم مبدئياً للعام 2021 مالم يتم الضغط على الجانب الروسي، كما ان أوروبا والصين سعداء بعودة الاستقرار النسبي لسورية وتوقف تدفق المهاجرين والمقاتلين الإرهابيين من سورية وإليها، وهذا حال يطمئن الأوروبيين وقد يجعلهم لا يعترضون على بقاء الأسد لسنوات طويلة. ويرى شانزر أن الهزيمة الأكبر التي ستطيح بطموحات إيران التوسعية ستكون في اليمن، حيث قال إن معهد الدفاع عن الديمقراطيات يراقب الخط البياني للحرب اليمنية منذ بدايتها، مضيفاً أن التقدم الذي حققته المملكة والإمارات مع الجيش اليمني في الأيام العشرة الأخيرة باتجاه صنعاء هو الأكثر فاعلية منذ بداية الحرب، وأن حالة الانهيار والضعف التي وصلت إليها قوات الحوثي تنبئ بقرب دحرها بالكامل. أما عن الأفراد الذين اختاروا صف الحوثي من حزب المؤتمر، فيقول إن اصطفافهم لا قيمة له فقوات صالح انتهت تماماً وما بقي من المؤتمر في صنعاء هو وجوه بيروقراطية لن تنفع الحوثي في شيء. وأشاد بتقدم كبير أحرزه الجانب الإماراتي مع قوات يمنية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي، مؤكداً أن هذا التصميم على محاربة الارهاب سيضع اليمن على الطريق الصحيح وأن عصابة الحوثي لن تذعن لأي حوار جدي ما لم يكن هناك طرفان، مهزوم ومنتصر، متوقعاً أن يكون الحوثي الطرف المهزوم عما قريب والذي سيسعى لأبسط المكاسب على طاولة المفاوضات. وأخيراً يرى شانزر أن حدود اليمن ستبقى على شكلها الحالي ولن يصبح اليمن شمال وجنوب في ظل توجه قوي من المجتمع الدولي لإبقاء خارطة الشرق الأوسط على ما هي عليه، وعلى الرغم من أن الفصل بين بعض المناطق والمكونات كان سيجنب المنطقة الكثير من الصراعات الأهلية إلا أنه رغم هذا وقف الجميع في وجه تجزئة سورية والعراق وكذلك سيكون الوضع بالنسبة لليمن. جوناثان شانزر Your browser does not support the video tag.