تواصلت، أمس، التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الإيراني داخل إيران وخارجها، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة، مع دعوات لتظاهرة كبرى غداً، فيما أعربت السلطات القضائية الإيرانية عن رغبتها في حظر وسائل التواصل الاجتماعي، عقب اتهامها قوى أجنبية بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة. ونشر ناشطون، عبر مواقع التواصل، مقطعاً يظهر إحراق مقر للباسيج في العاصمة طهران، فجر أمس، من قبل شاب أشعل النيران بمدخل المقر. وتجمعت، صباح أمس، مجموعة من المتدربين من شركات النفط بمنطقة غرب كارون، في إقليم الأحواز العربي، أمام مبنى قائم مقامية مدينة الحويزة، احتجاجاً على عدم توظيفهم، ومنح فرص العمل في شركات النفط للمهاجرين من مناطق أخرى. كما تجمع عدد من مزارعي منطقة الباوية، شمال مدينة الأهواز في المدينة، احتجاجاً على استمرار إلغاء الحقوق الزراعية، وعدم فتح شبكات مياه الري في مدينتي ويس وملا ثاني، من قبل الشركة التي تعمل في مجال مياه الري لمنطقة شمال شرق الأحواز، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بمحاصيل مزارعهم، ودعا المتظاهرون إلى حل المشكلة فوراً، وتوفير العدالة قبل التدمير الكامل للمحاصيل الشتوية، خصوصاً حقول القمح. وأعلن المعاون السياسي لمحافظ الأحواز، في تصريحات صحافية، أن معدل البطالة في المحافظة، على الرغم من كل الثروات التي تحتويها، هو ضعف نسبة البطالة في البلاد. وتواصلت، أمس، الدعوات لاستمرار التظاهرات، والخروج في تظاهرة كبرى غداً الجمعة، كما استمرت المناشدات بالتجمعات من أجل المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، خلال الاحتجاجات الأخيرة، واعترفت السلطات بوجود 3700 معتقل، بينما توفي خمسة منهم في المعتقلات بظروف غامضة، حيث تقول منظمات حقوقية إنهم قتلوا تحت التعذيب. وكان الأمن الإيراني قمع عشرات المحتجين من المواطنين، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام سجن «إيفين»، شمال العاصمة طهران، مساء أول من أمس، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، وكذلك جميع السجناء السياسيين. وبث ناشطون مقاطع تظهر هجوم عناصر الأمن، وضربهم للمتظاهرين بالعصي والهراوات في محاولة لتفريقهم، وسط دعوات لتجديد الاعتصامات أمام سجن إيفين ، والسجون الأخرى في طهران والمحافظات الأخرى. كما تداول ناشطون مقطعاً يظهر كيفية تعامل قوات مكافحة الشعب بعنف مع متظاهرين وضربهم بقسوة، بينما حاول بعض الناس تخليصهم من خلال رمي الحجارة على عناصر مكافحة الشغب. ومع استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، تجمع أنصار المعارضة الإيرانية أمس في بروكسل، حيث قالوا إن الاتحاد الأوروبي فشل في إدانة النظام، وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، وجهت دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في الآونة الأخيرة، وقال المحتجون إن الدعوة بعثت «برسالة سلبية للشعب الإيراني»، الذي كان يتوقع وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانبه. وفي باريس، نظم الإيرانيون وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الخارجية الفرنسية، للمطالبة بإدانة جرائم النظام بحق المتظاهرين، وإطلاق سراح المعتقلين وجميع السجناء السياسيين. من ناحية أخرى، أعربت السلطات القضائية الإيرانية عن رغبتها في حظر وسائل التواصل الاجتماعي، عقب اتهام أعضاء بالحكومة والمؤسسة الدينية قوى أجنبية، بأنها وراء الاحتجاجات الأخيرة، ويستهدف القرار بوجه خاص تطبيقين من تطبيقات الرسائل، لم يتم حظرهما في إيران، هما: «تلغرام»، و«إنستغرام». وقال نائب المدعي العام، عبدالصمد خورام عبادي، إن «وسائل الإعلام هذه لا توزع فقط محتوى ضد الأمن الداخلي للبلاد، لكن أيضاً ضد القيم الإسلامية»، وأضاف، في حوار مع موقع «ميزان» الإخباري الإلكتروني، «بما أنه لا يمكن السيطرة على هذه التطبيقات، لذلك يجب حظرها بالكامل». واعتمد المتظاهرون على وسائل التوصل الاجتماعي، لتنظيم تظاهراتهم التي امتدت إلى 80 مدينة في أنحاء إيران، منذ 28 ديسمبر الماضي، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، وسياسات طهران في الشرق الأوسط والمؤسسة الدينية في البلاد. واتهم ساسة إيرانيون، ومنهم الولي الفقيه علي خامنئي، أعداء إيران، ومن بينهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل و منظمة مجاهدي خلق بإثارة الاحتجاجات. يشار إلى أنه يعتقد أنه تم إلقاء القبض على 3700 متظاهر، عقب التظاهرات التي اجتاحت مدناً في أنحاء إيران. ولم يعرف بالتحديد عدد الطلاب بين المحتجزين، لكن تقارير غير مؤكدة، قالت إن عدد الطلاب يبلغ 100 طالب. Your browser does not support the video tag.