الشعب الإيراني الذي شيد الحضارات وعلم الأنام ماهية أسس الحضارات وكيفية استمرارها وتأثيرها في المحيط الإنساني منذ آلاف السنين لا يمكن أن يقهر ولا يغلب ولا ينام على ضيم، هذا هو تاريخه القديم والوسيط والمعاصر، وتحدثنا بطون كتب التاريخ عن مآثر هذا الشعب العظيم. فهو الذي وضع اللبنة الأولى للثورة الدستورية والتظاهرات الشعبية وحرية التعبير والحقوق والحريات الأساسية وانتزاعها من براثن الطغاة عنوة منذ مطلع القرن العشرين. واليوم الشعب الإيراني في ثورته وانتفاضته العارمة ضد الظلم والعبودية يكتب التاريخ بدمائه من جديد وليس إعادته فحسب. لقد أذهل العالم والأمم المتحدة والدول الغربية والشرقية منذ عدة أيام فقط من خلال ثورة الشارع المباركة ضد الفاسدين الدجالين القتلة والمجرمين الذين نهبوا ثرواته وخيراته وقتلوا أبناءه بمحاكمات صورية، فإن مناقشة مجلس الأمن للوضع في إيران كانت صدمة مدوية على الصعيد العالمي وتحديداً الدول الغربية المهادنة للفاشية الدينية في طهران. هذا ما جاء على لسان زعيمة الحراك الشعبي الإيراني مريم رجوي، بأن الانتفاضة الجماهيرية قلبت تاريخ مجلس الأمن الدولي في شأن إيران وشعبها العريق الذي حطم جدار الصمت الرسمي العالمي بعد أن خيم على المشهد الإيراني ما يقارب الأربعة عقود من خلال تضحياته الجسام ودمائه الزكية. حيث تحمل كل أنواع القمع الوحشي والإعدامات الظالمة بحق الأبرياء التي بلغ عديدها أكثر من مئة وعشرين ألف شهيد؟ فهم ثاروا، وانتفضوا، يا سيدتي يا أم الإيرانيين أيتها المجاهدة الحديدية بفضلك وحكمتك وصبرك وتضحيات أعضاء منظمة مجاهدي خلق التي لا يحصيها عد. قد انتفض شعبك العظيم ليثبت للعالم عظمة تاريخه وحنكة قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي. فالشعب الإيراني الشجاع حزم أمره بإسقاط القهر والظلم والموت ونهب الثروات القومية وتبديدها على نزوات الطغاة، فهو لن يقبل بأقل من إسقاط الدكتاتورية الدينية ومحاكمة أزلامها أمام محاكم الشعب العادلة، وإنهاء فصل مظلم قاتم من تاريخه مليء بالسخام الأسود وينتقل إلى عهد الحرية والديمقراطية والقضاء العادل والكرامة الوطنية وعزة نفس الإيراني التي ورثها منذ ملايين السنين والعيش الرغيد والكريم. ومنح الحقوق والحريات الأساسية كاملة للفرد التي جاءت بها العهود والمواثيق الدولية ومنح المرأة حقوقها الكاملة غير منقوصة. ومشاركة جميع الناس في الحياة السياسية دون تمييز أو إقصاء على أساس اللون والجنس والعرق والدين أو المذهب في ظل قضاء وطني إيراني مهني ومستقل ونزيه، هذه المثل والقيم الدستورية حملتها الزعيمة التاريخية مريم رجوي في حقيبتها إلى أبنائها الإيرانيين المظلومين، والتي سوف تطبقها بحذافيرها في القريب العاجل. Your browser does not support the video tag.