ليست تظاهرات الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني هي التي كشفت قناة الجزيرة وبعدها عن المصداقية والمهنية والرأي الآخر. هذه القناة مكشوفة منذ نشأتها وإن حاولت في بدايتها خداع الجماهير العربية من خلال المتاجرة بقضية فلسطين وغيرها من القضايا التي تقدمها الجزيرة مغلفة بشعارات عاطفية حماسية خادعة كشفتها أحداث كثيرة كان آخرها ثورة الشعب الإيراني على سجانيه وسارقي أمواله. في كتابه بعنوان (الصلاة في جزيرة الشيطان. ملفات اللعبة واللعنة ببصمات قطرية) يروي الكاتب عادل حمودة القصة التالية: (تعودت القنوات الإخبارية أن تكتب جملاً مما يقوله المتحدث على شاشاتها أو الذي تنقل خطاباً يلقيه، لكن الجزيرة أصيبت بالحول المفاجئ وهي تنقل مجبرة في بث مباشر خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في الجلسة المعلنة للقمة الأميركية الإسلامية التي عقدت في الرياض يوم 21 مايو 2017. فقد رأينا صورة الرئيس وسمعنا صوته ولكن الجمل التي وضعتها الجزيرة وهو يتحدث كانت مقتبسة من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب). وهكذا فقناة الجزيرة ليست مستقلة كما يزعمون ولا نصيرة للحرية والديموقراطية لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكنها أداة لخدمة التمدد الإيراني في الدول العربية، وخدمة أذرعتها العسكرية ومنظماتها الإرهابية. التظاهرات الشعبية في إيران هي ثورة على نظام ولاية الفقيه الذي انصرف إلى تبديد ثروة إيران في تصدير الإرهاب، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، نظام ديكتاتوري نشر الطائفية والكراهية وأشعل الصراعات العبثية وقتل الأبرياء، وأصبح بحقائق الأحداث هو الراعي للإرهاب. ثم يأتي النظام القطري ليتضامن مع ذلك النظام الإرهابي، ثم تكتمل المنظومة بقناة الجزيرة التي تمارس الكذب والتناقض والتحريض على فوضى عربية تمهد الطرق للتوسع الإيراني. ولهذا فليس غريباً تعتيم الجزيرة على ثورة إيران، بينما كانت تلعلع تأييداً – كما تزعم – لحرية الشعوب العربية! هل تصدق الشعوب العربية بعد كل ما جرى ويجري أن قناة الجزيرة تخدم مصالحها؟ وهل يوجد ساذج في العالم يعتقد – مجرد اعتقاد - أنها قناة مستقلة؟ أين الرأي الآخر وهو الشعار الذي تتبجح به الجزيرة من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الإيراني بينما أموال الدولة توزع على المنظمات الإرهابية والحركات الطائفية؟ لماذا لا تنقل الجزيرة الرأي الآخر في إيران لتبرهن على المهنية والمصداقية؟ ولكنها لم تفعل ولن تفعل لأنها شريك في مخطط النظام الإيراني المعادي للعرب والذي يستخدم الدين والمساعدات الإنسانية كغطاء لهذا المخطط. يقول ناشر الكتاب المشار إليه في جزء من المقدمة (وتصاعدت تحرشات قطر بكل جيرانها، وأي ملف نزاع عربي ستجد قطر حاضرة فيه محرضة أو ممولة لطرف ضد آخر وتحولت الجزيرة من مجرد أداة إعلامية لها رسالة أساسها إعلام الناس إلى رسالة جديدة تحريضية تهييجية للشارع العربي من شرقه إلى غربه باستخدام جميع الوسائل الشيطانية. ظهر ذلك جلياً أثناء تغطيتها لأحداث ما عرف بثورات الربيع العربي). Your browser does not support the video tag.